للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٠ - سألتَ عن قول ابن مسعود (١)، حين سلَّمَ على رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وهو يُصَلِّي، فلم يَرُدَّ عليهِ: قال (٢): فأخَذَني ما قَرُبَ وما بَعُدَ (٣)؟ .

• فالجوابُ (٤) عَنْهُ أنَّ العربَ تَقولُ في الرَّجُلِ إذا اشْتَدَّ جَزَعُهُ، وغَمُّهُ: أخَذَهُ (٥) ما قَرُبَ، وما بَعُدَ، وأخذه ما قدم، وما حدث (٦).


(١) هو أبو عبد الرحمن الهذلي، عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب: صحابي. من أكابرهم، فضلًا وعقلًا، وقربًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو من أهل مكة، ومن السابقين إلى الإِسلام، وأول من جهر بقراءة القرآن بمكة. وكان خادم رسول الله الأمين، وصاحب سره، ورفيقه في حله وترحاله. توفي في المدينة سنة ٣٢ هـ. والسير ١/ ٤٦١.
(٢) "قال": ليست في ط.
(٣) رواه البخاري ٣/ ٥٨ و ٥٩ في العمل في الصلاة، باب ما ينهى عنه من الكلام في الصلاة، وباب لا يرد السلام في الصلاة، وفي فضائل أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، باب هجرة الحبشة، ومسلم رقم ٥٣٨ في المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة، وأبو داود رقم ٩٢٣ و ٩٢٤ في الصلاة، باب رد السلام في الصلاة، والنسائي ٣/ ١٩ في السهو، باب الكلام في الصلاة. وانظر غريب الحديث لابن الجوزي ٢/ ٢٢٩. وفي اللسان (قرب) "قوله في حديث ابن مسعود: إنه سلّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة فلم يَرُدّ عليه قال: - فأخذني ما قرُب وما بعُد - يقال للرجل إذا أقلقه الشيء وأزعجه: أخذه ما قرب وما بعد، وما قدم وما حدث. كأنه يفكر ويهتمُّ في بعيد أمورها وقريبها يعني أيُّها كان سببًا في الامتناع من ردّ السلام عليه". وانظر غريب الحديث لابن الجوزي ٢/ ٢٢٩، والنهاية ٤/ ٣٣.
(٤) في ط: "الجواب".
(٥) في صل: "أخذ".
(٦) قوله: "وأخذه ما قدم، وما حدث": ليس في ط.

<<  <   >  >>