للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥٤ - سألتَ عن حديثٍ ذُكِرَ فيه: "أنَّ عبدَ المَلِكِ (١) لما أرادَ الخُروجَ إلى مُصْعَبِ بنِ الزُّبَيْرِ (٢) ناشَتْ بِهِ امْرَأَتُهُ عاتِكَةُ، وَبَكَتْ, وبَكى جَوارِيْها" (٣)؟ .

• قولُهُ: ناشتْ به: أي تَعَلَّقَتْ بِهِ وأَصْلُ النَّوْشِ التَّنَاوُلُ، ومنه قولُ اللهِ جَلَّ وعَزَّ: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} (٤) أي كيف لهم بنيلِ ما طَلَبوا من التَّوْبَةِ في هذا المكانِ الذي لا تُتُقَبَّلُ فيه الأَعْمالُ (٥). والإِبْلُ تَنوشُ الحَوْضَ (٦).


(١) هو عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي، أبو الوليد: من أعاظم الخلفاء ودهاتهم. نشأ في المدينة، فقيهًا واسع العلم، متعبدًا، ناسكًا. استعمله معاوية على المدينة وهو ابن ١٦ سنة. توفي في دمشق سنة ٨٦ هـ.
(٢) هو مصعب بن الزبير بن العوام بن خويلد، أبو عبد الله الأسدي القرشي: أحد الولاة الأبطال في صدر الإِسلام. نشأ بين يدي أخيه عبد الله بن الزبير، فكان عضده الأقوى في تثبيت ملكه بالحجاز والعراق. توفي سنة ٧١ هـ.
(٣) الفائق ٤/ ٣١، والنهاية ٥/ ١٢٨، وغريب ابن الجوزي ٢/ ٤٤١، واللسان والتاج (نوش).
وفي اللسان (نوش): "ناشه بيده ينوضه نوشًا: تناوله وفي حديث عبد الملك لما أراد الخروج إلى مُصْعب بن الزبير ناشت به امرأته وبكت فبكى جواريها، أي تعلّقت به".
(٤) الآية ٥٢ من سورة سبأ.
(٥) انظر القرطبي ١٤/ ٣١٥ - ٣١٧.
(٦) أي تتناول ماءه. انظر اللسان (نوش).

<<  <   >  >>