للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٣٤ - سألتَ عن حديثِ عمرِو بنِ العاصِ (١) عن النَّبيِّ عليه السلامُ: "إن من أشراطِ الساعةِ أن يُرْفَعَ الأشْرارُ ويُوْضَعَ الأخْيارُ وتُقْرَأ المُثَنَّاةُ على رؤوسِ النّاسِ ليس لها مُغَيِّرٌ. قيل: يا رسولَ اللهِ وما المُثَنَّاةُ؟ قَالَ: كلّ كتابٍ ليس من كتابِ الله" (٢)؟ .

• ومُتَأوِّلُ هذا بَعيدٌ من الصَّواب، ولولا هذه الأحاديثُ المنقولةُ إلينا لم نَعْرِفْ بالكتابِ أكثرَ دِيْنِنَا لأنَّهُ يأتي مُجْمَلٌ يُفَصِّلُهُ (٣) الحديثُ، ومُشْكِلٌ يُبَيِّنُ


(١) (في اللسان ثني: عبد الله بن عَمْرو بن العاص، ومثله في غريب الحديث لأبي عبيد ٤/ ٢٨١ (أحاديث عبد الله بن عَمْرو بن العاص)، والغريبين ١/ ٣٠٢، وغريب ابن الجوزي ١/ ١٣٠، والفائق ١/ ١٧٨، والنهاية ١/ ٢٢٥ - ٢٢٦.
(٢) غريب الحديث للهروي ٤/ ٢٨١ - ٢٨٢، والغريبين ٢/ ٣٠١، والفائق ١/ ١٧٨، وغريب ابن الجوزي ١/ ١٣٠، والنهاية ١/ ٢٢٥ و ٢٢٦.
وفي اللسان ثني: وأمَّا قول عبد الله بن عمرو: من أشراط الساعة أن توضع الأخيار وأن ترفع الأشرار وأن يقرأ فيهم بالمُثَنَّاةُ على رؤوس النّاس ليس لأحد أن يغيرها قيل: وما المثناة؟ قَالَ: ما استكتب من غير كتاب الله كأنه جعل ما استكتب من كتاب الله مَبْدأً وهذا مَثْنىً؛ قَالَ أَبُو عبيدة: سألت رجلًا من أَهْلِ العِلْمِ بالكُتُب الأُوَل قد عرفها وقرأها عن المثناة فقال: إن الأحبار والرهبان من بني إسرائيل من بعد موسى وضعوا كتابًا فيما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله فهو المثناة. قَالَ أَبُو عبيد: وإنَّما كره عبد الله الأخذ عن أهل الكتاب وقد كانت عنده كتب وقعت إليه يوم اليرموك منهم فأظنه قَالَ هذا لمعرفته بما فيها ولم يرد النهي عن حَدِيث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وسنته وكيف ينهى عن ذلك وهو من أكثر الصحابة حديثًا عنه.
(٣) في الأصل: "يفصّلها"، وهو وهم.

<<  <   >  >>