للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٣١ - سألتَ عن حديثِ عبد اللهِ بنِ الأَجْلَح (١) عن هشامِ بنِ عُرْوَةَ (٢) عن أبِيهِ أن عبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيْرِ (٣) خَطَبَ في اليوم الذي قُتِلَ فيه، فَحَمَدَ اللهَ، وأثْنَى عليه، ثم قالَ: "يا أيُّها النّاسُ، إنّ الموتَ قد تَغَشَّاكم سحابُهُ، وأحْدَقَ بِكُمْ رَبابُهُ (٤)، واخلولقَ بعدَ تَفرُّقٍ (٥)،


(١) هو عبد الله بن الأجلح الكندي، أَبُو مُحَمَّد الكوفي، واسم الأجلح يَحْيى بن عبد الله بن حُجَيّة: محدّثٌ ثقةٌ، ذكره ابن حَبَّانَ في الثقات.
تهذيب التهذيب ٥/ ١٣٩ - ١٤٠.
(٢) هو أَبُو المنذر القرشي الأسدي، هشام بن عروة بن الزبير بن العوَّام: تابعي، من أئمة الحديث، من علماء "المدينة" ولد وعاش فيها، وزار الكوفة فسمع منه أهلها، ودخل بغداد، وافدًا على المنصور العباسي، فكان من خاصته، وتوفي بها سنة ١٤٦ هـ. تاريخ بغداد ١٤/ ٣٧، والأعلام ٨/ ٨٧.
(٣) عبد الله بن الزبير بن العوّام القرشي الأسدي، أَبُو بكر: فارس قريش في زمنه، وأول مولود في المدينة بعد الهجرة، شهد فتح إفريقية زمن عثمان، وبويع له بالخلافة سنة ٦٤ هـ عقيب موت يزيد بن معاوية، فحكم مصر والحجاز واليمن وخراسان والعراق وأكثر الشام وجعل قاعدة ملكه المدينة، وكانت له مع الأمويين وقائع هائلة، حَتَّى سيروا إليه الحجاج الثقفي، في أيام عبد الملك بن مروان، فقتله في مكة سنة ٧٣ هـ. الأعلام ٤/ ٨٧.
(٤) في اللسان (ربب): "وفي حَدِيث ابن الزبير: أحدق بكم ربابه. والرباب جمع ربابة وهي السحابة التي قد ركب بعضها بعضًا وبها سميت المرأة الرباب. وأحدق بكم: أحاط".
(٥) في اللسان (خلق): "واخلولق السحاب أي استوى وصار خليقًا للمطرة وفي حَدِيث ابن الزبير: إن الموت قد تغشّاكم سحابه وأحدق بكم ربابه، واخلولق بعد تفرُّق أي اجتمع، وتهيأ للمطر".

<<  <   >  >>