للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥ - سألتَ عن قولِهِ: لا يزالُ الناسُ بخيرٍ ما أخَذوا (١) العِلْمَ عن أكابِرِهِمْ (٢)؟ .

• يُريدُ لا يزالُ الناسُ بخيرٍ ما كان علماؤُهُم المشايخَ، ولم يكن علماؤُهُمْ الأحداثَ؛ لأنّ الشيخَ قد زالتْ (٣) عنه مَيْعَةُ الشَّباب، وحَدُّةُ، وعَجَلَتُهُ، وسَفَهُهُ، واستصحبَ التَّجْرِبَةَ، والخِبْرَةَ، فلا تدخلُ عليه في علْمِهِ الشُّبْهَةُ، ولا يَغْلِبُ عليه الهَوَى، ولا يَميلُ بِهِ الطَّمَعُ، ولا يَسْتَزِلُّهُ الشَّيْطانُ اسْتِزْلالَ الحَدَث، ومَعَ السِّنِّ الوَقارُ، والجَلالَةُ، والهَيْبَةُ. والحَدَثُ قد تَدْخُلُ عليه هذه الأمورُ التي أمِنَتْ على الشّيخ، فإذا دَخَلَتْ عليه، وأَفْتَى هَلَكَ، وأهْلَكَ.


(١) قوله: "ما أخذوا": ليس في ط.
(٢) انظر كنز العمال ١٠/ ٢٧٣ حديث رقم ٢٩٤٢٧. وهو عن ابن مسعود، وكتاب العلم لأبي خثيمة زهير بن حرب النسائي ص ١٤٥.
(٣) في ط: "زال".

<<  <   >  >>