للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٨٨ - سأَلَني سائِلٌ عن الحَديثِ الذي قيلَ فيه: "لا صِيامَ لِمَنْ لم يُؤَرِّضِ الصِّيامَ" (١)؟ .

• والذي عندي فيه أَنَّهُ أَرادَ لا صيامَ لمن لم يُؤَسِّسْهُ ويُوجِبْهُ على نَفْسِهِ قَبْلَ الدُّخولِ في وَقْتِهِ بالنِّيَّةِ والعَزيمَة، كما أنِّ الباني إذا أراد تَأْسيسَ شَيْءٍ من بِنائِهِ أَثْبَتَهُ في الأَرْض، ثُمَّ بَنَى عَلَيْهِ؟ .

وَ"يُؤَرِّضُ": من الأَرْضِ (٢) فَشَبَّهَ النَّاوِيْ للصيامِ قَبْلَ الدُّخولِ في وَقْتِهِ بِرَجُلٍ بَنَى بِناءً، فَأَثْبَتَ له أَساسًا في الأَرْض وأَصْلًا، كذلك هذا الذي نَواهُ أَثْبَتَ له أَساسًا قَبْلَ وَقْتِهِ بالنِّيَّة، ثُمَّ بَنَى عليهِ النِّيَّةَ.

ومِثْلُهُ قَوْلُهُ: "لا صِيامَ لِمَنْ لَمْ يَبُتَّ الصِّيامَ" (٣) أي يَقْطَعُهُ على نَفْسِهِ قَبْلَ وَقْتِهِ. قد يُرْوَى "يُبَيِّتِ الصِّيامَ" (٤) أي يَنْويهِ مع مَبِيْتِهِ.


(١) الغريبين ١/ ٣٩، والفائق ١/ ٢٤، وغريب ابن الجوزي ١/ ٢٠، وغريب الحديث للخطابي ١/ ٢٠٦، والنهاية ١/ ٣٩.
وفي اللسان (أرض): وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا صيام إلا لمن أرّض الصيام وفي رواية لا صيام لمن لم يؤرّضه من الليل أي لم يهيئه ولم ينوه.
(٢) انظر اللسان (أرض).
(٣) و (٤) الغريبين ١/ ١٢٤، وغريب ابن الجوزي ١/ ٥٣، والفائق ١/ ٧٢، والنهاية ١/ ٩٢، =

<<  <   >  >>