للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن يَحْرِصْ على كِبَري فإِنّي ... من الشُبّانِ أزمان الخُنَانِ

مَضَتْ مِئَةٌ لِعامِ وُلِدْتُ فيه ... وعَشْر بَعْدَ ذاكَ وحُجَّتَانِ (١)

فأخبر أَنّه بلغَ إلى أنْ قال هذا الشعرَ مئةً واثْنَتَي عَشْرَةَ سنةً ثم قال بَعْدَ ذلكَ يذكر أَنَّهُ أفنى ثَلاثَةَ قُرونٍ:

لَبِسْتُ أناسًا فأَفْنَيتُهُمْ ... وأَفْنَيتُ بَعْدَ أُناسٍ أُناسًا

ثلاثةَ أَهْلينَ أَفْنَيتُهُمْ ... وكان الإِلهُ هو المُسْتآسًا (٢)

وهذا يَدُلُّ على أن أَولى الأقاويل: القرنُ أربعونَ سنةً.


= البلدان" ١/ ٢٠٦: "أن هناك خلافًا في وجه تسميتها. وذكر عدة أقوال في وجه تسميتها. منها: أن أصبهان اسم رجل سُمِّي البلد باسمه. ومنها أنه اسم مركب "الأصب" بمعنى البلد بلغة الفرس و "هان" اسم الفارس، فإذًا، معناه بلد الفرسان، قلت: المعروف أن الأصب بلغة الفرس: "الفرس" وهان دليل الجمع، ومعناه: "الفرسان، والأصبهانيّ: الفارس"، وقيل غير ذلك".
(١) البيتان للنابغة الجعديّ كما في ديوانه ص ١٦٠ - ١٦١ وانظر تخريج القصيدة فيه ص ١٦٠، والبيت الأول في ديوانه:
فَمَنْ يكُ سائلًا عنّي فإِنّي ... من الفِتيانِ في عام الخُنَانِ
والخُنان: داء يأخذ الإبل في مناخرها، وتموت منه، كان ذلك أيام المنذر بن ماء السماء، فجعلوه تاريخًا لهم. وانظر أيضًا الشعر والشعراء ١/ ٢٩٤، وأمالي المرتضى ١/ ٢٦٤.
(٢) البيتان للنابغة الجعديّ كما في ديوانه ص ٧٧ - ٧٨، قصيدة رقم (٤)، وانظر تخريج الأبيات فيه ص ٧٧.
ويقال: لبست قومًا، أي: تملّيت بهم دهرًا. وأفنيتهم، أي: عمرت بعدهم.
المُسْتآس: المستعاض.

<<  <   >  >>