للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقِصَرُها مُسْتَقْبَحٌ، وهو الوَقَصُ، والمرأةُ وَقْصاءُ (١). تصفُ الشعراءُ النساءَ إذا شَبَّبَتْ بِطُوْلِ الأعناقِ قالَ ذو الرُّمَّةِ (٢):

والقُرْط في حُرَّةِ الذِّفْرى مُعَلَّقُهُ ... تَبَاعَدَ الحبلُ منهُ فَهْوَ يَضْطَرِبُ (٣)

يريد أنَّ القرْطَ في أُذُنِ حُرَّةِ الذِّفْرى أَصْلُها تَبَاعُدُ حَبْلِ العُنُقِ مِنْهُ لِطُولِ العُنُقِ فهو يضطربُ يَعْني القُرْطَ. وقال آخَرُ (٤) وأَفْرَطَ في الوصفِ لاستحسانِهِم طولَ العُنُقِ:

إذا ارتَعَثَتْ خافَ الجبانُ رِعاثَها ... ومن يَتَعَلَّقْ حَيث عُلِّقَ يَفْرَقِ (٥)

ارتعثت من الرعاث، وهي القِرَطَةُ (٦) يَقولُ: لو جُعِلَ الجبانُ مكانَ القُرْطِ منها خافَ لطولِ عُنُقِها، وبُعْدِ ما بينَها، وبينَ عاتِقِها، ومن يتعلقْ حيثُ عُلِّقَ القُرْطُ يَفْرقُ.


(١) الوَقَص: قصر العنق كأنما رُدّ في جوف الصدر وهو أوقص وامرأة وقصاء. اللسان (وقص).
(٢) هو أبو الحارث العدوي، غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود، من مضر، ذو الرمة: من فحول الطبقة الثانية في عصره. قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة. توفي بأصبهان سنة ١١٧ هـ. وفيات الأعيان ١/ ٤٠٤.
(٣) البيت لذي الرمّة كما في ديوانه ١/ ٣٥ (قصيدة رقم (١) البيت رقم ٢١)، والمعنى: القرط في أذن ذفراها حرّة. وقوله: تباعد الحبل منه، يريد: حبل العاتق، تباعد من القرط فهو يضطرب. يقول: هي طويلة العنق، ليست بوقصاء. وحرة الذّفرى: موضع مجال القرط منها.
(٤) هو النابغة الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة، زياد بن معاوية بن ضباب: شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى. من أهل الحجاز. توفي نحو سنة ١٨ ق هـ. الشعر والشعراء ١/ ١٥٧.
(٥) البيت في ديوان النابغة الذبياني تحقيق فيصل ص ١٨٤، والشعر والشعراء ١/ ١٧١.
(٦) ارتعثت المرأة: تحلّت بالرعاث. والرعاث القِرَطة وهي من حليّ الأذن واحدتها رَعْثة وَرَعَثَة وهو القُرْط. اللسان (رعث).

<<  <   >  >>