للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله [أرأيت] (١) شيئًا أُكَلِّمُ به نفسي مِمَّا لا يَسُرُّني أني تَكَلَّمْتُ به وأن لي الدنيا وما فيها في شَأْنِ الربّ؟ فقال: ذاك صريحُ الإِيمانِ" (٢) وهذا الذي يُحَدِّثُ نَفْسَهُ هو الوسوسةُ التي ذُكِرَتْ في الحديثِ الأوَّلِ. وقولُهُ: "ما يَسُرُّني أني تكلمتُ به وأن لي الدنيا وما فيها" يَدُلُّكَ على أنَّهُ مَحْضُ الإِيمانِ؛ لأنَّه يوسوسُ به الشيطانُ، والخواطرُ لا تُمْلَكُ، وَلَا يَقْدِرُ ابنُ آدمَ أن يتحررَ منها، وإنَّما يقدر بعونِ الله وتوفيقِهِ على أنْ يَدْفَعَها، ويستعيذَ باللهِ منها، ويكبر عليه ما تخالجه، وَلَا يجعلَ الدنيا لو جعلتْ له بأن يبوحَ بكلمةٍ منها، ومن لم يكنْ مؤمنًا مَحْضَ الإِيمانِ لم يتعاظَمْهُ ذلك، ولم يكترِثْ له، وقد دبَّ في صدرِهِ قوادحُ الشكوكِ.


= الإِطلاق. وهو حبشي الأصل. أخذ العلم عن عبد الله بن عَبَّاس وابن عمر. قتل بواسط سنة ٩٥ هـ. الأعلام ٣/ ٩٣.
(١) في الأصل تكاد تكون مطموسة ولعلها كما أثبتناها.
(٢) رواه مسلم في الإِيمان: باب الوسوسة في الإِيمان وما يقوله من وجدها رقم (١٣٢)، وأبو داود في الأدب: باب الوسوسة رقم ٥١١١، وأحمد في المسند رقم ٢٠٩٧ من حَدِيث ابن عَبَّاس، وأبو عبيد في كتاب الإِيمان ٦٤.

<<  <   >  >>