للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَمَدًا} (١): أي أيقظناهم، وكذلك قوله: {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} (٢): أي أحياه. ومعنى الحشر أن يُحْشَرَ النّاسُ إِلَى الموقفِ للحساب، ولذلك قيلَ للجلاء حَشْرٌ، قَالَ الله تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا [مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ] (٣) مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} (٤) يريدُ اليهودَ حينَ جلّاهم رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن ديارِهم إِلَى الشّام، وكأنَّ النّاسَ حين يُعادُونَ خلقًا جديدًا تُعادُ عليهم الأكفانُ التي ماتوا فيها، فإذا حشروا إِلَى الله سُلبوها، ولقوه عُراةً كما بَدَأَ خلقَهم حين خرجوا من الأرْحامِ عُرَاةً، وكانوا في الأرحام مستترينَ اسْتِتارَ الموتى بالقبور، ومُغَشَّيْنَ في الأَرْحامِ بالمشائِم، كما كان أهْلُ القبورِ مُغَشَّيْنَ فيها بالأكفانِ.


(١) الآية ١٢ من سورة الكهف، وانظر القرطبي ١٠/ ٣٦٤.
(٢) الآية ٢٥٩ من سورة البقرة، وانظر القرطبي ٣/ ٢٩١.
(٣) ما بين قوسين ساقط في الأصل من الآية.
(٤) الآية ٢ من سورة الحشر. وانظر القرطبي.

<<  <   >  >>