للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعرب أيضًا تدعو الزنى خُبْثًا وخِبْثَةً (١).

وفي الحديث: "أنَّ رجلًا وُجِدَ مع امرأة يَخْبُثُ بها" (٢) أي يَزْني بها. واللهُ عزَّ وجلَّ يقولُ: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} (٣)، وفي بعضِ الحديثِ (٤) أيضًا "يكونُ كذا إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ" (٥) يُرادُ الفُسوقُ والفُجورُ. وكُلُّ قَذَرٍ ونَجَس فهو خَبَثٌ، قَالَ تعالى: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (٦)، ومن هذا قيل: خَبَثُ الحديد، يُرادُ بهِ قَذَرُهُ ورديئُهُ (٧) الذي ينفيهِ عنه الكيرُ (٨). والخِبْثَةُ قد تكون ... في (٩) البيع، والفسادُ في (١٠) السِّباءِ. تقولُ العَرَبُ هذا سَبْيٌ طَيِّبٌ إِذَا كان [صحيحَ السبْيِ] (١١).


(١) انظر اللسان والتاج (خبث).
(٢) رواه ابن ماجة رقم ٢٥٧٤ في الحدود، وأحمد في المسند ٥/ ٢٢٢، وانظر النهاية في غريب الحديث ٢/ ٦، وغريب الحديث لابن الجوزي ١/ ٢٦٠، واللسان والتاج (خبث).
(٣) الآية ٢٦ من سورة النور.
(٤) في ط: "الأحاديث".
(٥) رواه البخاري ٦/ ٢٧٤ في أحاديث الأنبياء، ومسلم رقم ٢٨٨٠ في الفتن، والترمذي رقم ٢١٨٨ في الفتن، وابن ماجة رقم ٣٩٥٣ في الفتن، ومالك في الموطأ ٢/ ٩٩١ في كتاب الكلام، وأحمد في المسند ٦/ ٤٢٨ و ٤٢٩. وانظر النهاية ٢/ ٦، وغريب الحديث لابن الجوزي ١/ ٢٦٠ واللسان والتاج (خبث).
والخبث: بفتحتين، أو بضم فسكون.
قال النووي: "الخبث؛ هو بفتح الخاء والباء. وفسره الجمهور: بالفسوق والفجور.
وقيل: المراوبة: الزنا خاصة. وقيل: أولاد الزنا. والظاهر: أَنَّهُ المعاصي مطلقًا ... " ومعنى الحديث: أن الخبث إِذَا كثر، فقد يحصل الهلاك العام، وإن كان هناك صالحون.
(٦) الآية ١٥٧ من سورة الأعراف.
(٧) كلمة (ورديئه) ليست في ط.
(٨) انظر اللسان والتاج (خبث) والكير: الزِّقّ أو الجلد الغليظ الذي ينفخ فيه الحدّاد.
(٩) كلمة مطموسة في الأصل من أثر الرطوبة لم تتضح قراءتها، ويستقيم المعنى بوضع عبارة "العلّة في فساد". والله أعلم.
(١٠) قولُه: (البيع والفساد في) ليس في ط.
(١١) ما بين قوسين مطموس في المخطوط وأثبتناه من المطبوع.

<<  <   >  >>