للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المخلصين لم يصفوه بهذا الوصف. ولهذا قال المؤلف -رحمه الله-[فإنهم ينزهون الله تعالى عما يصفه هؤلاء].

وذهب بعض العلماء إلى أن الاستثناء هنا متصل، فهو مستثنى من الواو في قوله: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٥٩)} ويكون المعنى سبحان الله عما يصفه الناس كلهم {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٠)} يعني إلا ما يصفه به عباد الله المخلصون، فإنه متصف به، وهذا احتمال. لكن ظاهر السياق ما ذهب إليه المؤلف، وأن قوله: {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٥٩)} عائد إلى المشركين الذين وصفوه بأن له بنات، وهؤلاء لا يدخل فيهم المؤمنون، فالمؤمنون ليسوا من جنس المستثنى منه، وحينئذ يكون الاستثناء منقطعًا، ويكون فائدة هذا الاستثناء المنقطع الثناء على عباد الله المخلصين، حيث لم يصفوه بما وصفه به هؤلاء.

الفوائد:

١ - في قول الله تبارك وتعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩)}: تحدي أهل الكفر والشرك ببيان الدليل على ما يقولون من الكذب والافتراء.

٢ - ومن فوائدها: التهكم بهؤلاء المشركين، حيث جعلهم بمنزلة العلماء الذين يستفتون، وهم أجهل الناس بلا شك.

٣ - ومن فوائدها: بيان جور هؤلاء المشركين، حيث جعلوا لله البنات وهم يكرهون البنات، {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨)} [النحل: ٥٨] مع أن البنين والبنات كلها ممتنعة عن الله؛ لأن الله لم يلد ولم يولد.

<<  <   >  >>