ولكن كما قلت: يجب أن تلاحظ أنك إذا أفحمته أو تحديته بشيء يمكنه أن يقوم به فقام به، فهذا إضعاف لجانبك، وسيكون هذا أحد طرق هزيمتك {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (١٥٦)}.
١٨ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن الحجة سلطان لصاحبها، لأنه يكون بها السلطة على خصمه الذي يحاجه.
١٩ - من فوائدها: أن من تحدى غيره فله طلب البينة على ما قال ذلك الغير لقوله: {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ}.
٢٠ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن حجة القرآن حجة دامغة ملزمة، لا يمكن التخلص منها، ولهذا تأتي دائمًا بصورة التحدي إظهارًا لعجز المعارض، وعدم قدرته على المعارضة.
٢١ - ومن فوائده: أن هؤلاء كاذبون فيما ادعوه عاجزون عن إقامة البرهان عليهم لقوله: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٥٧)}.
٢٢ - ومن فوائد قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٥٨)}: بيان عتو هؤلاء وطغيانهم، حيث وصفوا الله -سبحانه وتعالى- بما لا يليق به، فجعلوا بينه وبين الجن نسبًا.
٢٣ - ومن فوائدها: أن هؤلاء الذين جعلوا بينها وبين الله نسبًا يعلمون أن هؤلاء معذبون على ما قالوا، محضرون في النار، لقوله:{وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}.
٢٤ - ومن فوائدها: أن هذه الجنة متبرئة مما يدعيه هؤلاء بجانبها، لأنها إذا علمت أنها محضرون في العذاب فإنها لن تقرهم على ما ادعوه لله -سبحانه وتعالى- من الولد.