للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس، وقوله: {بِفَاتِنِينَ (١٦٢)} أي بصادين؛ لأن الفتنة تأتي بمعنى الصد، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [البروج: ١٠] أي صدوهم كما تأتي بمعنى الاختبار مثل: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} [البقرة: ١٠٢] ولها معانٍ أخرى، لكن المراد بها هنا الصادّين، وقول المؤلف: [عليه متعلق بفاتنين] فيكون التقدير: ما أنتم بفاتنين عليه، وفاتن اسم فاعل من فتن، وهو فعل متعدٍّ ومفعوله محذوف قدَّره المؤلف بقوله: [أي أحدًا]. ومعنى الآية على سبيل العموم أن الله خاطب هؤلاء المشركين بأنهم ومعبوداتهم مهما عملوا من الحيل والدعاية لن يفتنوا أحدًا حتى يعبدوا هذه الأصنام {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (١٦٣)} يعني إلا الذي هو صال الجحيم، وصال اسم فاعل، وحذفت الياء التي في آخر الفعل لالتقاء الساكنين. وهما: الياء وهمزة الوصل {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (١٦٣)}.

وعلى كلام المؤلف تكون (من) في محل نصب بدلًا من المفعول المحذوف (أحدًا) ما أنتم بفاتنين أحدًا إلا من هو.

وذهب بعض المعربين إلى أن (من) مفعول لفاتنين، على أنه استثناء مفرّغًا، والاستثناء المفرغ هو الذي يكون ما بعد إلا معمولًا لما قبلها. سواء كان فاعلًا أو مفعولًا أو مجرورًا. فإذا قلت: ما قام إلا زيد. فهذا استثناء مفرغ. فتقول: (ما قام) ما نافية وقام فعل ماض و (إلا) أداة حصر وليست أداة استثناء، وزيد فاعل. وتقول: ما رأيت إلا عمرًا رأيت فعل وفاعل و (إلا) أداة حصر، وعمرًا مفعول. وتقول: ما مررت إلا بزيد. (إلا) أداة

<<  <   >  >>