للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حصر، بزيد جار ومجرور متعلق بمررت.

فعلى هذا تكون الآية {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (١٦٢) إِلَّا مَنْ هُو} كالمثال الذي مثلّنا وهو ما رأيت إلا زيدًا.

وهذا الذي ذهب إليه بعض المعربين أصح مما ذهب إليه المؤلف، أي أن الاستثناء مفرغ، وعليه فلا نحتاج إلى تقدير المفعول به، فيكون (أحدًا) الذي قدره المؤلف مستغنى عنه، لأن الاستثناء مفرغ فكما أنك لو قلت ما رأيت إلا زيدًا لا تحتاج إلى تقدير ما رأيت أحدًا إلا زيدًا، فكذلك {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (١٦٢) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (١٦٣)}.

وخلاصة المقام أن نقول: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (١٦٢)} (ما) نافية و (أن) اسمها (بفاتنين) خبرها. وفاتن اسم فاعل يحتاج إلى مفعول، والمفعول (من) في قوله: {إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (١٦٣)}.

وقوله: {صَالِ الْجَحِيمِ (١٦٣)} قال المؤلف: [في علم الله تعالى]، وإنما احتاج إلى تقدير في علم الله، لأن صال اسم فاعل وهم لم يصلوها حتى الآن، لأنهم ما ماتوا، فالمفتون حي فكيف يقال: صال الجحيم، وهو لم يمت بعد. لذا قال المؤلف: المراد صال الجحيم في علم الله، أي من علم الله أنه سيصلى الجحيم فهو الذي تفتنونه، وأما من علم الله أنه مؤمن فلن تفتنونه، وهذا كقوله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (١٧٨)} [الأعراف: ١٧٨].

الفوائد:

١ - في قوله تعالى: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (١٦١) مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (١٦٢)

<<  <   >  >>