ولا ارتباط، فهو غير قادر على الربط بين الأشياء برباط منطقي. . يتأثر بالخرافة، ويميل إلى التفسير الغيبي، فلا يقدر على تفسير القضايا تفسيرًا علميًّا موزونًا، واتهموا المسلمين -بحكم عقيدتهم- بالجبريَّة، والتواكل، والكسل، والخمول، وانتهوا بناءً على ذلك، إلى زعمهم أن انحطاط الأُمَّة الإسلاميَّة وتخلفها، يرجع إلى تمسكهم بالدين، والتقيد بتعاليمه وعقائده.
ز- أنكر معظم المستشرقين تأثير الإسلام في الحضارة الأندلسيَّة، وتجاهلوا تأثيره الحضاري في الغرب.
وعلى الرغم من ذلك كلّه؛ فإنَّ من الإنصاف أن يذكر هنا أنَّ أفرادًا قلائل، وفي فترات متباعدة في تاريخ الاستشراق، ذبوا عن الإسلام، وعن الأُمَّة الإسلاميَّة، وأنصفوا تاريخ الإسلام وحضارته، وأشادوا بقيمه ومبادئه، وتوافروا على خدمة علوم العربيَّة والإسلام، ومنهم من دخل الإسلام، ومنهم من اقتصر على الثناء عليه، والدفاع عنه، خدمة للحق، وانتصارًا للعلم والمنهج والموضوعيَّة.
بالإضافة إلى ما سبق؛ فإنَّ من أهم النتائج والتوصيات التي خلص إليها البحث؛ ما يأتي:
أولًا: استمرار تَمَيُّز الأُمَّة الإسلاميَّة بتمييز اللَّه لها، وكما يدل على ذلك وعد المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكن ينبغي عليها أن تحقق في ذاتها جملة من الشروط الشرعيَّة اللازمة لتحقيق التميُّز، ومن أهمها:
أ- الثقة في اللَّه قبل كل شيء، وإخلاص النيَّة له، ثُمَّ تحديد الهدف من اتخاذ أيِّ أسلوب أو وسيلة للتصدي للأخطار المحدقة بها.