د- الوعي بالغزو الثقافي والصراع الفكري ضد تَمَيُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، وإعطائه ما يستحق بوصفه قضية مصيريَّة من أجل إثبات الذات، وكشف الخصم.
ثانيًا: ومن النتائج التي توصل إليها البحث سقوط الشبهات الاستشراقية، حول تَمَيُّز الأُمَّة الإسلاميَّة جملة وتفصيلًا، ويوصي البحث أن يستخدم في إسقاطها المنهج الذي طبقه سلف الأُمَّة في حق الفرق الضالَّة، حيث تدفع بعض الشبهات من طرف بما قاله الطرف الآخر، ويدفع الباطل الأكثر بما هو أقل باطلًا منه، ثُمَّ بما في تلك الشبهات من التعارض والتناقض، وما يرد به بعضهم على بعضهم الآخر، إلى أن تنحصر الشبهات في أضيق نطاق، ثُمَّ ينصب عليها النقد والرد، حتى يتحقق دفعها وإسقاطها البتة، ومن ثُمَّ الاحتجاج بتلك الشبهة والآراء على فساد المنهج الاستشراقي ذاته.
ثالثًا: ومِمَّا يوصي به البحث الالتزام بمنهج الإسلام في المجادلة، كما أصَّله القرآنُ الكريم، وطبقه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وسار عليه سلف الأُمَّة الصالح، وتقيَّد به علماء الأُمَّة ومفكروها في تاريخها القديم والحديث على السواء، وأنَّ هذا المنهج يحقق العدل والإحسان, ويجلب الخير والنفع للأُمَّة الإسلاميَّة في اتصالها بالآخرين، ويتضمن حسن التعامل مع أهل الكتاب، والتسامح مع المخالفين، وفي الوقت نفسه يعصمها من الخديعة، والخب، ويدرأ عنها مغبَّة الإذابة، والنزول عن تَمَيُّزها الذي عصمها اللَّه به من الانزلاق والخسران، ولئلا يصدق عليها إبليس ظنّه:{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}[الحشر: ١٦].
رابعًا: ومن النتائج التي توصل إليها البحث: التفريق بين الحكم على الاستشراق كحركة، وعلى المستشرقين بصفتهم أفرادًا ومدارس، ففيما