يتعلق بالاستشراق -بصفته حركة- فهو حركة معادية للإسلام، وجهت في مسارها العام ضد الأُمَّة الإسلاميَّة، وارتبطت بدوائر العداء للإسلام وأمته، أمَّا المستشرقين بصفتهم أفرادًا أو مدارسًا، فإنَّ المنهج العادل -واللَّه أعلم- في الحكم عليهم هو أن يدرس إنتاج ذلك المستشرق أو تلك المدرسة دراسة نقديَّة تبين ما في ذلك الإنتاج من أخطاءٍ، وما فيه من صواب، ثُمَّ تتم الموازنة والتقويم، والرد على ما يشتمل عليه ذلك الإنتاج من الباطل، وتتم الإفادة مِمَّا وصل إليه من آراء صائبة، ويستفاد منها في الرد على شبهات المستشرقين الآخرين وآرائهم، وعندئذٍ ينفك النقد عن الشخص لذاته، وينصب على أقواله بطريقة منهجيَّة موضوعيَّة بعيدة عن الانفعال والمؤثرات الجانبيّة، ويتحقق بذلك قوله تعالى:{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[المائدة: ٨].
خامسًا: ومِمَّا يوصي به البحث ضرورة الاحتراز مِمَّا وقع فيه بعض المفكرين والباحثين الذين تصدوا للاستشراق والرد على شبهات المستشرقين، إذ وقع في ردودهم تزيدٌ في دفع الشبهات، بما جرَّ على حقائق الإسلام شيئًا من التشويه، أو النفي، أو وقع فيها ما يخل ببعض عقائد الإسلام وتشريعاته وأخلاقه، ومسلمات تاريخه وحضارته, بسبب ما يتصف به ذلك المفكر أو الباحث من خلل في ذلك أو بعضه، أو قصور في تصوره، أو عجز في معلوماته ومعارفه تجعله دون الدرجة التي يستوجبها الأمر الذي تصدى له، لذلك فإنَّ الباحث يرى أهميَّة اللجان المتخصصة في تناول الدراسات الاستشراقية، ونقدها؛ ليتحقق بذلك العمل العلمي المتخصص في كل حقل علمي.
سادسًا: ومِمَّا يوصي به البحث: ضرورة الوعي بالمراحل التاريخيَّة التي تمر فيها الأُمَّة الإسلاميَّة في علاقتها بالأمم الأخرى، والأطوار التي تطورت خلالها الدراسات الاستشراقية؛ لتحديد حجم العداء، وإنزاله في