للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجد حلاوة الإيمان: أن يكون اللَّه ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا للَّه، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه اللَّه منه كما يكره أن يقذف في النار" (١)، ومن لوازم مبدأ الأخوة في الإسلام من جانب آخر مما تقتضيه العقيدة ويوجبه الإيمان البغض من أجل اللَّه والبراء من أعدائه وأعداء رسوله وأعداء المؤمنين، قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: ٢٢]، قال بعض المفسرين: (لا يجتمع هذا وهذا، فلا يكون العبد مؤمنًا باللَّه واليوم الآخر حقيقة، إلا كان عاملًا على مقتضى إيمانه ولوازمه، من محبة من قام بالإيمان وموالاته، وبغض من لم يقم به ومعاداته، ولو كان أقرب الناس إليه، وهذا هو الإيمان على الحقيقة الذي وجدت ثمرته) (٢).

والآيات والأحاديث مستفيضة في هذا المضمار تؤكد الحب في اللَّه ولوازمه والبغض في اللَّه ولوازمه ومقتضياته، وكلها يدور حول وحدة العقيدة كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ} [التوبة: ٢٣] وقوله تعالى في النهي عن موالاة اليهود والنصارى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: ٥١] وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ} [الممتحنة: ١]، فكل هذه الآيات


= ٣٨٦]، وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)، دراسة وتحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، مرجع سابق.
(١) أخرجه البخاري: (صحيح البخاري): (١/ ١٤)، الحديث رقم: [١٦]، تحقيق: مصطفى ديب البغا، مرجع سابق، وأورده في عدة مواطن بألفاظ متقاربة وهو من الأحاديث المتفق عليها.
(٢) السعدي: تيسير الكريم الرحمن: (٦/ ٣٢٢)، مرجع سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>