للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"مات النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد" (١)، وفي رواية أخرى عن قتادة قال: (سألت أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- عن جمع القرآن على عهد الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد) (٢).

وللعلماء في ذلك تخريجات كثيرة، منها: أن المراد بذلك مجرد التمثيل لا الحصر، ويدل على ذلك -كما قال الزرقاني-: (أنَّ أنسًا في هذه الرواية ذكر من الأربعة أبي بن كعب بدلًا من أبي الدرداء في الرواية السابقة، وهو صادق في كلتا الروايتين؛ لأنَّه ليس معقولًا أن يكذب نفسه، فتعين أنَّه من يريد الحصر الذي أورده الحصر الإضافي) (٣).

ومنها: أن المقصود يقول أنس -رضي اللَّه عنه- الكتابة لا الحفظ.


= وانظر: محمد عبد اللَّه دراز: مدخل إلى القرآن الكريم. . . ص ٤٤ - ٥١، (مرجع سابق) تناول فكرة (آرثر جفري) بالرد والتفنيد، وأكد أنَّه حاول في فكرته تلك أن يقيس نص القرآن الكريم، وعمل الأُمَّة الإسلاميَّة في سبيل المحافظة عليه؛ بما حدث للأناجيل، وأنَّ النص القرآني مرَّ (بأطوار تشبه من جوانب كثيرة ما مرَّ به الإنجيل): ص ٤٥، وأكد (دراز) بأن البحوث المسيحية الحديثة تنفي مزاعم (جفري)، واستشهد يقول (شوالي): (لقد أثبتنا فيما تقدم أن نسختي زيد متطابقتان، وأنَّ مصحف عثمان ما هو إلَّا نسخة من المصحف الذي كان عند حفصة)؛ المرجع نفسه: ص ٤٦.
(١) صحيح البخاري ٤/ ١٩١٣ الحديث رقم [٤٧١٨]، تحقيق: مصطفى ديب البُغا، (مرجع سابق)، وقد اختلف في أبي زيد، من هو؟ ولكن الأصح واللَّه أعلم أن اسمه: قيس بن السكن، وهذا ما حققه ابن حجر. انظر: فتح الباري ٩/ ٥٣، (مرجع سابق)، وانظر: المرجع نفسه: ٧/ ١٢٧، ٣١٣.
(٢) صحيح البخاري ٤/ ١٩١٣ الحديث رقم [٤٧١٧]، تحقيق: مصطفى ديب البُغا، (مرجع سابق).
(٣) مناهل العرفان. . ١/ ٢٤٣، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>