للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند ذلك جمع أمير المؤمنين -رضي اللَّه عنه- (أعلام الصحابة وذوي البصر منهم، وأجال الرأي بينه وبينهم في علاج هذه الفتنة ووضع حدٍّ لذلك الاختلاف، وحسم مادة هذا النزاع، فأجمعوا أمرهم على استنساخ مصاحف يرسل منها إلى الأمصار، وأن يؤمر الناس بإحراق كل ما عداها، وألَّا يعتمدوا سواها) (١).

ثانيًا: الاعتماد على المصحف الذي تَمَّ جمعه في عهد أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنه-، واستقر حفظه عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر -رضي اللَّه عنهما-، ورد في حديث حذيفة بن اليمان -آنف الذكر- (فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان) (٢).

ثالثًا: تشكيل جماعة من أربعة من الصحابة أحد أفرادها زيد بن ثابت، وفي ذلك دلائل عميقة، من أهمها: الارتكاز على ما أنجزه في عهد أبي بكر -رضي اللَّه عنه-، والإفادة من علمه وخبرته، ثُمَّ مساعدته، وتوثيق عمله، وإنجازه على أكمل وجه، بجهود الثلاثة الآخرين -وكلهم من قريش- إلى جهوده، وقد جاء في بعض الروايات (أنَّ الذين ندبوا لنسخ المصاحف كانوا اثني عشر رجلًا) (٣).

رابعًا: سلكت هذه الجماعة -سواء كانت من الأربعة أو أكثر- في نسخ القرآن الكريم منهجًا علميًّا، أطلق عليه بعض الباحثين -فيما بعد-


(١) الزرقاني. . .: المرجع السابق نفسه: ١/ ٢٤٩، ٢٥٠.
(٢) جزء من الحديث الذي رواه البخاري (سبق تخريجه في الصفحة السابقة).
(٣) أبو داود: المصاحف: ص ٣٣، وانظر: فهد الرومي: دراسات في علوم القرآن الكريم: ص ٩٩، (مرجع سابق). وانظر: الزرقاني: مناهل العرفان. .: ١/ ٢٥٠، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>