للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسمى: (دستور عثمان في كتابة المصاحف) (١)، ثُمَّ وصفه -أيضًا- بقوله: (ومِمَّا تواضع عليه هؤلاء الصحابة، أنَّهم لا يكتبون في هذه المصاحف إلَّا ما تحققوا أنه قرآن، وعلموا أنَّه استقر في العرضة الأخيرة، وأيقنوا صحته عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مِمَّا لم ينسخ، وتركوا ما سوى ذلك) (٢).

خامسًا: رسمت تلك المصاحف العثمانية بطريقة تحتوي القراءات المتعددة الواردة عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان من أهم سماتها؛ إهمال (النَّقْط والشَّكْل) (٣)، واعتماد طريقة في الرسم غاية في الإبداع، حيث اشتملت على الأوجه والقراءات الواردة عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- مِمَّا لم ينسخ، وفي ضوء العرضة الأخيرة للقرآن الكريم، وهذا ما أجمعت عليه الأُمَّة، وقد وصف أحد الباحثين هذا الرسم العثماني بقوله: (فقد وهبهم اللَّه القدرة العظيمة والفكر الثاقب ليكتبوا القرآن بهذه الطريقة التي جمعت العرب والمسلمين على لسان واحد ولغة واحدة في قراءة القرآن الكريم، وبهذا تحققت الوحدة بين المسلمين جميعًا) (٤).

سادسًا: كان من توجيه عثمان -رضي اللَّه عنه- لهم في هذا الجمع أيضًا قوله


(١) الزرقاني: المرجع السابق نفسه: ١/ ٢٥٠.
(٢) المرجع السابق نفسه: ١/ ٢٥٠.
(٣) انظر: ابن تيمية: فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٣/ ٤٠٢، (مرجع سابق). وانظر: محمد بن محمد أبو شهبة: المدخل لدراسة القرآن الكريم: ص ٢٥٤، الطبعة الجديدة ١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م، دار الجيل - بيروت، ولمزيد الاطلاع على المصاحف العثمانية وما قيل عن تطابقها أو تنوعها. انظر: المرجع السابق نفسه: ص ٢٥٣، وعن اشتمالها على القراءات والأحرف السبعة انظر: أبا عمر الداني الأحرف السبعة للقرآن: ص ٦٠ - ٦٣، تحقيق: عبد المهيمن صمان، الطبعة الأولى ١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م، عن مكتبة المنارة. وانظر: هامش ص ٦٠، ٦١ (لمرجع السابق نفسه).
(٤) محمد حسين أبو الفتوح: ابن خلدون ورسم المصحف العثماني: ص ٢٨، الطبعة الأولى ١٩٩٢ م، مكتبة لبنان - بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>