للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا كانت المعاجم والموسوعات من أبرز مظاهر العناية بالعلم والمعرفة، وألصقها بالمنهجيَّة والعلمية والتجرد، فإنَّ معظم المعاجم والموسوعات الحديثة في أوروبا وأمريكا وروسيا درجت على تناول الإسلام من خلال وجهة النظر الصهيونية وبأيدي مستشرقين إن لم يكونوا يهودًا فهم في خدمة اليهود والصهيونيَّة العالميَّة، وبناءً على ذلك فإنَّ ما كتب عن الإسلام والأُمَّة الإسلاميَّة جاء في الغالب موجهًا في هذا السياق، وتحت هذا التأثير (١).

وقد أجرى بعض الباحثين دراسة نقدية للموسوعة البريطانية، والفرنسية، والسوفيتية، واليهودية (٢)، وخرج بنتيجة مفادها أنَّ هذه الموسوعات (تغافلت عن تتبع الجانب التاريخي المُشَكِّل للوجود والهويَّة العربية الإسلاميَّة) (٣)، وأنَّ دائرة المعارف البريطانية في سياق تشويهها للإسلام والعرب عمدت إلى القول: (أنَّ محمدًا زعم أنَّه نبي مرسل من اللَّه وأنَّه أعظم الأنبياء وخاتمهم وأن المسلمين يعبدون محمدًا، ويعتقدون أن الكون خلق من نور محمد) (٤).


(١) انظر: أنور الجندي: سموم الاستشراق والمستشرقين في العلوم الإسلاميَّة: ص ٧، ٨، ١٦ - ٢٠، الطبعة الثانية، ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م، عن دار الجيل، بيروت، وانظر: زياد أو غنيمة: السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية: ص ١١٥ - ١٢٥، تحت عنوان: (سموم الصهيونية تغزو الموسوعات العلميَّة والدراسات الاستشراقية)، الطبعة الأولى، ١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م، عن دار عمار للنشر. .، عمان.
(٢) انظر: عبد القادر طاش: المرجع السابق نفسه: ص ٥٢، ٥٣.
(٣) عبد القادر طاش: المرجع نفسه: ص ٥٣، وانظر: عفيف البوني: صورة العرب في العقل الغربي من خلال الموسوعات العلمية الغربية، مقال منشور في مجلة المستقبل العربي، العدد [١٠١]، ٧/ ١٩٨٧ م: ص ١٦ - ٣١، تصدر عن مركز دراسات الوحدة العربيَّة، بيروت.
(٤) زياد أبو غنيمة: السيطرة الصهيونية. .: ص ١١٧، (المرجع السابق نفسه)، وانظر:=

<<  <  ج: ص:  >  >>