للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لغتهم وبعض مناحي تفكيرهم على معظم الشعوب التي دانت لهم على الرغم من أنَّهم (كانوا على مستوى حضاري وثقافي أعلى من مستوى الفاتحين) (١) وخرج من هذه المقارنة معترفًا بذلك التميُّز للأمَّة الإسلاميَّة، وأنَّ هذا التميُّز هو السر في إيجابيتها الحضارية.

وعلى الرغم مِمَّا يرد في بحثه من أخطاء فقد أشاد بالثقافة الإسلاميَّة، وتحدث عن أصالتها وعن إسهام (العلماء والكتاب في إسبانيا الإسلاميَّة مساهمة جليلة في إثراء الأدب والعلم العربيين، وتلك إذًا هي الثقافة التي قدر لإسبانيا أن تعرفها وتنهل منها بعد فتح العرب والبربر لها) (٢).

٦ - تناول في موضوع آثار وجود المسلمين في أوروبا ما تحقق للأوروبيين من فنون الحياة الرغيدة في مختلف نواحي الحياة في إسبانيا في ظل الحضارة الإسلاميَّة، سواء في الملبوسات أو المأكولات أو أساليب الأناقة والتجميل والنحت وتجليد الكتب ونحت العاج وأساليب البناء والزخرفة، والآنية وصناعة الخزف، ونحو ذلك (٣).

وما أدت إليه تلك الحضارة من قيام مدن لها مسميات ويحكمها النظام والإدارة والقانون، وأنَّ (ميادين الإدارة المحلية في إسبانيا الإسلاميَّة قائمة على أساس من الأفكار المستقاة من الشرق الأوسط، حيث ورث العرب تراث آلاف من سني الخبرة في مجال حياة الحضر) (٤)، كما تحدث عن امتزاج الثقافات في إسبانيا في العصر الإسلامي مؤكدًا على أنها كانت تستلهم الإسلام بصفة أساسية واستشهد بشكوى (ألفارو) -وهو مسيحي من


(١) فضل الإسلام على الحضارة الغربية: ص ٢٠، (المرجع السابق نفسه).
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ٢٣.
(٣) انظر: المرجع السابق نفسه: ص ٢٦ - ٤١.
(٤) المرجع السابق نفسه: ص ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>