للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى ذلك فإنَّه ينبغي علينا أن ننظر إلى الصورة الشائهة للإسلام باعتبارها إسقاطًا لما اكتنف عقول الأوروبيين من الجهالة. . .) (١)، وقوله -أيضًا-: (إنَّ الصورة الأوروبية للإسلام ترمز للشرور القائمة في أوروبا ذاتها) (٢).

ويخلص (مونتغمري وات) في نهاية كتابه إلى القول: (لم يقتصر دور الإسلام على تعريف أوروبا الغربية بالكثير من منتجاته الماديَّة، واكتشافاته (التكنولوجية)، ولا على إثارة اهتمام الأوروبيين بالعلوم والفلسفة، بل دفع أوروبا أيضًا إلى تكوين صورة جديدة لذاتها، وقد أدَّت مواجهة الأوروبيين العدائية للإسلام إلى تهوينهم من شأن المسلمين في حضارتهم، ومبالغتهم في بيان أفضال التراث اليوناني والروماني عليها) (٣).

وفي ختام هذا المطلب فإنَّ من المناسب الربط بين ما سطرته الأُمَّة الإسلاميَّة من إيجابية خيرة عادت بالنفع والخير على الإنسانية قاطبة، وسجّلها التاريخ البشري بإعزاز وإكبار، وبين إيجابية الإسلام ذاته، وأنَّ هذا الإسهام الحضاري الخيِّر كان منبثقًا عن حيويَّة الإسلام في عقيدته وشريعته ورؤيته للكون والحياة والإنسان، وفي ذلك تقول المستشرقة الإيطالية (لورا فيشيا فاغليري) في كتابها دفاع عن الإسلام: (بفضل الإسلام هزمت الوثنية في مختلف أشكالها. لقد حرَّرَ مفهوم الكون وشعائر الدين، وأعراف الحياة الاجتماعية من جميع الهولات أو المسوخ التي كانت تحط من قدرها، (وحرر) العقول الإنسانية من الهوى. لقد أدرك الإنسان آخر الأمر مكانته الرفيعة. . لقد (حرر) الروح من الهوى، (وأطلق)


(١) فضل الإسلام على الحضارة الغربية: ص ١١٣، (المرجع السابق نفسه).
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ١١٣.
(٣) المرجع السابق نفسه: ص ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>