ولمحمد بالرسالة- عنوان الدخول في الإسلام، واستحقاق أُخُوَّة المسلمين:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}[التوبة: ٥]، {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}[التوبة: ١١]، والزكاة في الإسلام ليست (تبرعًا) يتفضل به غني على فقير، أو يحسن به واجد إلى معدم، إنَّها أبعد من ذلك غورًا، وأوسع أفقًا، إنَّها جزءٌ مهم من نظام الإسلام الاقتصادي. . . الفريد، الذي عالج مشكلة الفقر، أو مشكلة المال على وجه عام، قبل أن تعرف الدنيا نظامًا عني بعلاج هذا الجانب الخطير من حياة الإنسان) (١).
وإنَّ للزكاة في جميع أنواعها آثارًا حميدة تعود بالخير على الفرد والأمَّة، منها على سبيل الإيجاز الآتي:
أ- تهذيب النفوس البشريَّة وتطهيرها من عوامل الأثرة والشح والبخل، وسيطرة المال بمختلف صوره على نفوس الأغنياء من جهة، وتطييب لنفوس الفقراء والمساكين والمستحقين للزكاة من الفئات الأخرى، والإسهام في إغنائهم ودفع غائلة الحاجة عنهم وما تسببه من مفاسد وانحرافات، قد تضر بسلامة الأُمَّة وأمنها، وتسبب الفوضى في المعتقدات والسلوك، وهذا واقع المجتمعات الأُخرى، أمَّا مجتمعات الأُمَّة الإسلاميَّة فإنها وبقدر ما تلتزم بشرع اللَّه، ومنه أداء الزكاة المفروضة تسهم في قيام نظام اجتماعي متوازن يتحقق فيه التضامن والتكافل والتراحم والتعاطف والإلفة والمحبَّة؛ يعطي الغني فيه الفقير من ماله الذي هو في تصوره
(١) يوسف القرضاوي: العبادة في الإسلام: ص ٢٣٨، (مرجع سابق). وانظر: رفعت فوزي: أركان الإسلام. . . ص ١٠٢ - ١٠٤ (مرجع سابق). وانظر: أثر تطبيق النظام الاقتصادي في المجتمع (من البحوث المقدمة لمؤتمر الفقه الإسلامي الذي عقدته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميَّة بالرياض ١٣٩٦ هـ)، ونشرته ١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م: ص ٧، ٨، ٢٨١، ٣٠٧، ٣٨٠، ٣٨٦، ٣٩٤، ٤٣٤، ٤٣٦، ٥١٠، ٥١١، ٥٧٦.