للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى غير ذلك من الأحاديث) (١).

إلى جانب صيام هذه الفريضة ندب الإسلام إلى الصيام الذي قد يبلغ صيام يوم وترك يوم، عدا أيَّام العيد والتشريق، والشاهد من ذلك أنَّ الإسلام حثَّ على الصيام لما ينطوي عليه من حكم وأسرار (نعرف منها ما نعرف، ونجهل ما نجهل، ويكشف الزمن عن بعضها ما يكشف) (٢)، وقبل الكلام في آثاره على الفرد والأُمَّة ينبغي ذكر مراتب الصوم في الإسلام، وقد جعلها بعض الباحثين على ثلاث مراتب هي:

المرتبة الأولى: الإمساك عن الطعام والشراب والشهوات.

المرتبة الثانية: صوم الجوارح عن ارتكاب الآثام والإجرام؛ فصوم اليد: إمساكها عن الأذى، والاعتداء بها على حقوق الآخرين، وصوم الرجل: إمساكها عن المشي إلى الفساد، والذهاب بها إلى عمل الشر، وصوم اللسان: إمساكه عن كل قول يؤذي قلوب الآخرين، وصوم الأذن: إمساكها عن كل ما هو شر للفرد والمجتمع.

المرتبة الثالثة: صوم القلوب وتطهيرها عن كل ما لا يناسب الإيمان، ولا يلائم الإخلاص، تطهير النفس عن التفكير في إلحاق الأذى بالآخرين، والامتناع عن تصميم أعمال الشرور والجرائم، وتطهير النفس


= كتاب الإيمان الباب [٥]، وعنوانه: (باب بيان أركان الإسلام، ودعائمه العظام): ١/ ٤٥، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
(١) شمس الدين الزركشي: شرح الزركشي: ٢/ ٥٤٩، (مرجع سابق)، وقد أورد الحديث بلفظ: (وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا) وبترتيب الصلاة ثُمَّ الزكاة ثمَّ الصوم ثُمَّ الحج، ولم أجد الزيادة "من استطاع إليه سبيلًا" عند البخاري ومسلم.
(٢) يوسف القرضاوي: العبادة في الإسلام: ص ٢٧٢، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>