للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعود إلى ارتكاب الذنوب، وفي هذا تكفير له عن ذنوبه إذا صدقت نيته في التوبة) (١)، روى أبو هريرة -رضي اللَّه عنه- أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من حجَّ للَّه فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أُمُّه" (٢).

إضافة لما تترك رحلة الحج في أعماق المسلم من ذكريات لمناسكه وشعائره ودلالاته ومقاصده، وهي كما عبَّرَ عنها بعض الباحثين: (رحلة السلام إلى أرض السلام في زمن السلام) (٣)، ويضيف إلى ذلك قوله: (إنَّ الأرض المقدسة وما لها من ذكريات، وشعائر الحج وما لها من أثر في النفس. . . كل هذا يترك أثره واضحًا في أعماق المسلم، فيعود من رحلته أصفى قلبًا، وأطهر مسلكًا، وأقوى عزيمة على الخير، وأصلب عودًا أمام مغريات الشر، وكلما كان حجه مبرورا خالصًا للَّه كان أثره في حياته المستقبلية يقينًا لا ريب فيه) (٤).

ولعل مجيء فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام يعني -فيما يعنيه- بلوغ المسلم به قمَّة الاستقامة والتهذيب، وتمام العبوديَّة والتدريب كي يواجه المسلم متطلبات الدنيا والآخرة بهمَّة وعزم وإبداع مستكملًا مقومات ذلك من خلال برنامج محكم: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} [البقرة: ١٣٨].

ب- أمَّا منافع الحج وآثاره على الأُمَّة فمنها: ذلك المظهر المعجز


(١) محمد سالم محيسن: أركان الإسلام. . . ص ٢٢٨، (مرجع سابق).
(٢) أخرجه البخاري: صحيح البخاري ٢/ ٥٥٣، كتاب الحج، باب [٤] الحديث رقم [١٤٤٩]، تحقيق: مصطفى ديب البُغا (مرجع سابق).
(٣) يوسف القرضاوي: العبادة في الإسلام: ص ٢٩٢، (مرجع سابق). وانظر: محمد بن أمين أبو بكر: العبادة وأثرها. . . ص ١٢٤، (المرجع السابق نفسه).
(٤) يوسف القرضاوي: المرجع السابق نفسه: ص ٢٨٧، وانظر: محمد أمين أبو بكر: العبادة وأثرها. . . ص ١٢٤ (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>