للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال: ما فرض اللَّه لك على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة. قال: فارجع إلى ربك فإنَّ أمتك لا تطيق ذلك" (١) إلى قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فراجعته، فقال: هي خمس وهي خمسون" (٢). ومن الثابت تاريخيًا أن الإسراء حدث قبل الهجرة (٣).

وممَّا ذكر المفسرون في أسباب نزول قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: ١٧ - ١٨] أنَّها تعني الصلوات الخمس، وهذا التفسير عزاه القرطبي لابن عباس أنَّه قال: (الصلوات الخمس في القرآن، قيل له: أين؟ فقال: فسبحان اللَّه حين تمسون: صلاة المغرب والعشاء، وحين تصبحون: صلاة الفجر، وعشيًّا: العصر، وحين تظهرون: الظهر) (٤)، ومن الثابت أن سورة الروم نزلت بمكة قبل الهجرة ببضع سنين (٥).

ويتساءل أحمد حماني عن هذا الموقف لى (بروكلمان) قائلًا: (ما الذي يحمل (بروكلمان) على تزوير التاريخ وتشويه الحقائق؟!)، ثُمَّ يؤكد بأنَّه (يهاجم الإيمان في صدور أبنائنا ليزعزع العقيدة ويتركهم مذبذبين) (٦).

وأمَّا قول (بروكلمان) أن المسلمين تأثروا بالفرس في جعل فروض


(١) رواه البخاري: صحيح البخاري: ١/ ٩٢، كتاب الصلاة، باب [١] كيف فرضت الصلاة في الإسراء؟
(٢) المرجع السابق نفسه ١/ ٩٣.
(٣) انظر: ابن هشام: السيرة النبوية: ١/ ٢٧٧ - ٢٧٩، (مرجع سابق).
(٤) الجامع لأحكام القرآن ١٤/ ١١، (مرجع سابق).
(٥) انظر: الواحدي: أسباب النزول. . . ص ٢٥٩، (مرجع سابق)، وا بن كثير: تفسير القرآن العظيم ٣/ ٤٢٢ - ٤٢٦، (مرجع سابق).
(٦) مجلة جوهرة الإسلام: ص ٤٨، نقلًا عن عبد الكريم علي باز: ص ١٠٧، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>