للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة خمسة فروض في اليوم والليلة بعد زعمه أنهم تأثروا قبل ذلك باليهود، فإنَّ زعمه هذا كمزاعمه التي سبقت مناقشتها والرد عليها، وكلها تؤكد ما ذكره أحد الباحثين عن فئة من المستشرقين نذرت نفسها لإبراز الإسلام وأمته كذيل لليهود وأمتداد لتاريخهم (١).

وأمَّا زعمه بأن المسلمين فيما بعد تأثروا بالفرس فأوصلوا فروض الصلاة إلى خمسة فروض فليس في الأديان التي اعتنقها الفرس عبادة كصلاة المسلمين إلَّا أن المجوس كان منهم من يسجد للنجوم ومنهم من يسجد للنار (٢)، وإذا حدث من بعض الفرق المنشقة عن الأمَّة الإسلاميَّة تأثرٌ بهم فإنَّ ذلك حدث في عصور متاخرة بعد أن استقرت شرائع الإسلام (٣)، بل من الثابت تاريخيًا أن الإسلام أثَّرَ في الفرس، ودخل سوادهم تحت مظلته (٤).

وأمَّا صلاة الجمعة فإنها شعيرة تميزت بها الأُمَّة الإسلاميَّة، وخصَّها اللَّه بها بعد أن ضلّ عنها اليهود والنصارى، وفضلت بها عليهما كما سبق بيان ذلك.

٦ - ومِمَّا ينبغي ذكره في الرد على سائر المزاعم الاستشراقية التي تحاول جاهدة أن تعود بأصول العبادات في الإسلام إلى ملل ونحل لدى أمم شتّى بغية إذابة تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، والقول بأنها ملفقة من هنا وهناك:


(١) انظر: محمد أنس الزرقاء: الزكاة عند شاخت. . . مناهج المستشرقين: ٢/ ٢١٣، (مرجع سابق).
(٢) انظر: الشهرستاني: الملل والنحل ١/ ٢٧٤ - ٣٠٢، (مرجع سابق).
(٣) انظر: شكيب أرسلان: إسلام الفرس ومبدأ التشيع: ١/ ١٦١ - ١٩٣ من كتاب حاضر العالم الإسلامي، (مرجع سابق).
(٤) انظر: المرجع السابق نفسه: ١/ ١٨٠، ١٨٤، ١٨٧، ١٩١، وانظر: الصفحة السابقة لهذه الصفحات: ١/ ١٥٦، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>