للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وتفوقه عليهم في المكانة وعلو القدر، وأنّ إقرار كلِّ نبي ملزم لأمته وموجب عليها أن تقر برسالة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأن تقديمه في الصلاة بهم يوضح عالمية رسالته واعترافهم -صلوات اللَّه عليهم أجمعين (١) - (بحقه في التقدم عليهم، ودعوة صريحة لأممهم بطاعته والائتمام به) (٢).

كما ذكر بعض المفسرين أنَّ توجه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- بالصلاة إلى بيت المقدس ثُمَّ تحوله إلى الكعبة من دلائل نبوته التي أَخبَرت بها الكتب السابقة (٣).

ب- أن حادثة تحويل القبلة جاءت مؤكدة على التمايز بين المسلمين وأهل الكتاب، وأنَّ لكل أُمَّة منهم قبلة توليها، وأنَّ بعضهم لن يتبع بعض، وأنَّه لا مصلحة ترجى في موافقته بعدما ظهر منهم من الكبر والحسد والسخرية بالمسلمين، وأنَّهُم لن يرضوا عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى يتبع ملّتهم (٤).

قال اللَّه تعالى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: ١٤٥].

ج- (إنَّه كما جعلهم أُمَّة وسطًا خيارًا اختار لهم أوسط وجهات الاستقبال وخيرها، كما اختار لهم خير الأنبياء، وشرع لهم خير الأديان، وأنزل عليهم خير الكتب، وجعلهم شهداء على الناس كلهم، لكمال فضلهم وعلمهم وعدالتهم، وظهرت حكمته في أن اختار لهم أفضل قبلة


(١) انظر: المرجع السابق نفسه: ص ٨١.
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ٨١.
(٣) انظر: السعدي: تيسير الكريم الرحمن: ١/ ١٦١، (مرجع سابق).
(٤) انظر: ابن قيم الجوزية: بدائع التفسير ١/ ٣٦١، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>