للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأشرفها؛ لتتكامل جهات الفضل في حقهم بالقبلة والرسول والكتاب والشريعة) (١).

١٠ - أمَّا ما زعمه (شاخت) في مفهوم الزكاة، وأنَّ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- استعارها من الاستعمال اليهودي لها بمعنًى أوسع ممَّا تعنيه في معناها العربي قبل الإسلام، فإنَّ زعمه هذا يأتي في سياق دراسته للزكاة في الإسلام، وقد أكد الباحثون بأنَّ دراسته تلك غير دقيقة، وأنها اتسمت بالآتي:

أ- انتهج فيها (إطلاق تعميمات تحتاج إلى تقييد، أو إغفال تفصيلات مهمة تتعلق بمبدأ عام، أو استعمال عبارات مجملة بينما يقتضي المقام التعبير عن معنى واحد لا غير، وعدم الدقة في العبارة والفكرة) (٢).

ب- استحوذ على فكره ومنطلقه في تلك الدراسة الربط بين مفهوم الزكاة في الإسلام ومفهومها في اليهودية ليدلل بذلك على أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أخذه من اليهود، وأنَّه في سبيل ذلك حجَّرَ واسعًا، وجعل نفسه حبيسًا في أغلال المباحث اللفظية، ولم يتعدها إلى مقارنة المعاني والأحكام (٣).

ج- خضع في منهجه هذا لذلك المنهج الشائع بين علماء اليهود وهو (الإصرار على نسبة كل الكلمات المشتركة بين اللغات السامية إلى اللغة العبريَّة) (٤).

وإذا كانت دراسة (شاخت) للزكاة قد اتسمت بعدم الدّقّة، وانتقدت


(١) ابن قيم الجوزية: بدائع التفسير ١/ ٣٦٢، (المرجع السابق نفسه).
(٢) محمد أنس الزرقاء: الزكاة عند شاخت، مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلاميَّة ٢/ ٢١١، (مرجع سابق).
(٣) انظر: المرجع السابق نفسه ٢/ ٢١٨.
(٤) المرجع السابق نفسه ٢/ ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>