للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حيث المنهج ومن حيث المضمون، وتصدَّى لذلك أهل الاختصاص من علماء الأُمَّة الإسلاميَّة (١)، فإنَّ ما يهم هنا هو الرد على زعمه الخاص بأنَّ مفهوم الزكاة في الإسلام مقتبس ومنقول عن اليهود، والرد على ذلك من وجوه أبرزها الآتي:

أ- إنَّ اللغة العبريَّة والآراميَّة والعربية وغيرها تعود إلى اللغة الساميَّة، فإذا وجدت جذور مشتركة لبعض الكلمات في هذه اللغات فلا يعني ذلك أن إحدى اللغات المذكورة نقلت من الأخرى، ولا يُمكن الجزم بذلك فقد يكون سبب ذلك الاشتراك عودتها جميعًا إلى أصل واحد (٢).

ب- لو فرض أن لفظ (زكاة) مقتبس من العبرية فإنَّ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- ليس هو الذي نقله من العبريَّة إلى العربية، إذ أنَّ هذا اللفظ موجود في اللغة العربية قبل الإسلام، ولئن كان من معانيه في العربية ما يوافق بعض معانيه في العبرية مثل الطهر فإنَّ له معاني أخرى استقل بها في العربية، منها: (النماء والزيادة والبركة والصلاح والزكا والمدح) (٣).

ويشترك من ناحية ثانية مع كلمات عدّة، مِمَّا يدل على عمق دلالته في


(١) انظر: ما علَّق به محمد يوسف موسى على مادة (زكاة) التي حرَّرها يوسف شاخت: دائرة المعارف الإسلاميَّة؛ مادة (زكاة)، (مرجع سابق)، وانظر: أبا الحسن الندوي: الأركان الأربعة (الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج): ص ٩٥ - ١٧٥، الطبعة الثالثة ١٣٩٤ هـ - ١٩٧٤ م، عن دار القلم، الكويت، وانظر: يوسف القرضاوي: فقه الزكاة: ١/ ١٨١ - ١٨٣ و ١٩١ و ٢/ ٩٢١، الطبعة الرابعة والعشرون، ١٤١٨ هـ / ١٩٩٧ م، عن مؤسسة الرسالة، بيروت، وانظر: محمد أنس الزرقاء: المرجع السابق نفسه: ص ٢٠٥ - ٢٢١.
(٢) انظر: محمد أنس الزرقاء: الزكاة عند شاخت: ٢/ ٢١٣، (المرجع السابق نفسه).
(٣) انظر: ابن منظور: لسان العرب: مادة (زكى)، وانظر: ابن فارس: معجم مقايس اللغة: مادة (زكى).

<<  <  ج: ص:  >  >>