للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللغة العربية وأصالته، بينما الكلمات المقترضة من لغة أخرى تكون جامدة، ومقطوعة الصلة بغيرها من الكلمات الأخرى في تلك اللغة التي نقلت إليها (١).

ج- جعل الإسلام للزكاة مفهومًا شرعيًّا متميِّزًا وهو زكاة الأموال وعروض التجارة بصفة محدَّدة ومقررة شرعًا، ويؤكد الباحثون بأنّ الإسلام استخدم هذا المعنى أو المفهوم الشرعي قبل الهجرة وبعدها.

د- مِمَّا سبق الرد به على شبهات المستشرقين التي تدور حول دعوى التشابه تبين أنَّ التشابه حدث بسبب وحدة المصدر، وحيث إنَّ الزكاة قد فرضت في الأديان والشرائع السابقة للإسلام؛ فإنَّ ذلك مدعاة للتشابه فيما بين أحكام تلك الأديان والشرائع وبين أحكام الإسلام، وفي سياق قصص الأنبياء والرسل الذين ذكرهم اللَّه جل وعلا لنبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- ورد ما يبين مشروعية الزكاة في شرائعهم، كقوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ} [الأنبياء: ٧٣]، وقوله عن عيسى عليه السلام: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: ٣١].

وإذا كانت هذه الأوجه كفيلة بدحض مزاعم (شاخت) وإسقاط الاحتجاج بها؛ فإنَّ هناك أوجهًا أخرى كثيرة تبين بجلاء استقلال تشريع الزكاة في الإسلام عما هو معهود في الشرائع السابقة للإسلام وعن النظم المعاصرة في المجتمعات الغربية، وهو ما يعرف بالضمان الاجتماعي، وأنَّه كما قال أحد الباحثين يُعَدُّ معجزة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الاقتصادية (٢).

وهذا التميُّز الذي اتسم به تشريع الزكاة في الإسلام ليس محصورًا في


(١) انظر: محمد أنس الزرقاء: المرجع السابق نفسه: ٢/ ٢١٣، ٢١٤.
(٢) انظر: محمد أنس الزرقاء: الزكاة عند شاخت: ص ٢٢١، (المرجع السابق نفسه)، وانظر: أبا الحسن الندوي: الأركان الأربعة: ص ٩٥ - ١٧٥، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>