للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه مكة، وخيبر، والبحرين، وسائر جزيرة العرب، وأرض اليمن بكاملها، وأخذ الجزية من مجوس هجر، ومن بعض أطراف الشام، وهاداه هرقل ملك الروم، وصاحب مصر وإسكندرية وهو المقوقس وملوك عمان، والنجاشي ملك الحبشة -الذي تملك بعد أصحمة- رحمه اللَّه- وأكرمه، ثُمَّ لمَّا مات رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، واختار اللَّه له ما عنده من الكرامة قام بالأمر بعد خليفته أبي بكر الصديق، فلَمَّ شعث ما وهى بعد موته -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأخذ جزيرة العرب ومهدها، وبعث جيوش الإسلام إلى بلاد فارس صحبة خالد بن الوليد -رضي اللَّه عنه- ففتحوا طرفًا منها، وجيشًا آخر صحبة أبي عبيدة -رضي اللَّه عنه- ومن تبعه من الأمراء إلى أرض الشام، وثالثًا صحبة عمرو بن العاص -رضي اللَّه عنه- إلى بلاد مصر؛ ففتح اللَّه للجيش الشامي أيامه بصرى ودمشق ومخاليفهما من بلاد حوران وما والاها، وتوفاه اللَّه عز وجل واختار له ما عنده من الكرامة، ومنَّ على أهل الإسلام بأن ألهم الصديق أن يستخلف عمر الفاروق؛ فقام بالأمر قيامًا تامًّا) (١).

ويستمر ابن كثير في ذكر الفتوحات الإسلاميَّة، وتمكين الأُمَّة الإسلاميَّة في عهد عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، ثُمَّ في عهد عثمان -رضي اللَّه عنه-، وأن الدولة الإسلاميَّة بلغت في عهده أقصى بلاد الصين شرقًا، وأقصى بلاد المغرب والأندلس وقبرص، وأنَّه تحقق للأمَّة الإسلاميَّة ما وعدها به ربها عز وجل في الآية الكريمة، وما بشرها به الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- حين قال: "إنَّ اللَّه زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإنَّ أمتي سيبلغ ملكها ما زُويَ لي منها" (٢) (٣).


(١) تفسير القرآن العظيم ٣/ ٣٠٠، (مرجع سابق)، والدعاء بالرحمة يعود الضمير فيه إلى النجاشي، وليس إلى أصحمة.
(٢) سبق تخريجه: ص ٦٨٨، (البحث نفسه).
(٣) انظر: تفسير القرآن العظيم ٣/ ٣٠٠ (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>