للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتطرق في شرحه لما كانت على الخلافة الراشدة في عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي -رضي اللَّه عنهم- أجمعين، وأورد أحاديث تتعلق بمستقبل الخلافة الإسلاميَّة من بعدهم (١)، وختم ذلك بقوله: (فالصحابة -رضي اللَّه عنهم- أجمعين، لما كانوا أقوم الناس بعد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بأوامر اللَّه -عز وجل- وأطوعهم للَّه، كان نصرهم بحسبهم، أظهروا كلمة اللَّه في المشارق والمغارب، وأيَّدَهُم تأييدًا عظيمًا، وحكموا في سائر العباد والبلاد، ولمَّا قصر الناس بعدهم في بعض الأوامر نقص ظهورهم بحسبهم، ولكن قد ثبت في الصحيحين من غير وجه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنّه قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم إلى يوم القيامة" (٢)، وفي رواية: "حتى يأتي أمر اللَّه وهم على ذلك" (٣)، وفي رواية: "حتى يقاتلون الدجال" (٤)، وفي رواية: "حتى ينزل عيسى ابن مريم وهم ظاهرون" (٥)،


(١) انظر: المرجع السابق نفسه ٣/ ٣٠١.
(٢) سبق تخريجه بلفظ مقارب، وله ألفاظ كثيرة عند البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه والإمام أحمد والطبراني والحاكم، وغيرهم، ولفظه عند مسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر اللَّه وهم كذلك". صحيح مسلم ٣/ ١٥٢٣، كتاب الإمارة، باب: [٥٣]، حديث رقم [١٩٢٠]، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق)، وبلفظ آخر لدى مسلم أيضًا: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة"، صحيح مسلم ٣/ ١٥٢٤، كتاب الإمارة، باب [٥٣]، حديث رقم [١٩٢٣]، (المرجع السابق نفسه).
(٣) سبق تخريجه: مقدمة البحث نفسه: ص ٢١.
(٤) أخرجه الحاكم في مستدركه ٤/ ٤٥٠، (مرجع سابق) ووافقه الذهبي، ولفظه: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال".
(٥) أخرجه مسلم: صحيح مسلم ١/ ١٣٧، كتاب الإيمان، باب [٧١]، الحديث رقم [١٥٦]، ولفظه:"لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، فيقول أميرهم: تعال؛ صلِّ بنا، فيقول: لا. إنَّ بعضكم على بعض أمراءُ تكرمة اللَّه هذه الأمّة". (مرجع سابق). وانظر: أبا يعلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>