للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإغريقيَّة الآريَّة بأعمق المعاني، وبناءً على هذا فالعقل العربي عاجز عن استخلاص القوانين والقضايا، ووضع الفروض والنظريات، ومن ثُمَّ فإنَّه يمتنع على العقليَّة الإسلاميَّة أن تنتج آراء علميَّة ومذاهب فلسفية) (١).

وممَّا استخلصه المفكر الإسلامي محمد البهي من دراسات المستشرقين أنَّ (الذي يسير عليه علماء الاستشراق في تقييم المبادئ الإسلاميَّة. . . إذا خالف الإسلام مثلًا في عرض مبادئه في القرآن ما تتضمنه النصرانية واليهوديَّة من مبادئ فاختلافه مع أيٍّ منهما دليل على أنَّه غير صحيح في نسبته إلى اللَّه) (٢).

ويذكر أيضًا (أنَّ الفيصل في هذا وذاك (في نظرهم مبادئ اليهودية والنصرانية)، وما يقوم عليه منهج الاستشراق على هذا النحو هو على العكس تمامًا مِمَّا جاء في القرآن الكريم من جعل القرآن نفسه هو الفيصل، والحُجَّة في أنَّ ما طابقه هو دين اللَّه بينما ما خالفه ليس من دين اللَّه بل هو دخيل عليه) (٣)، ولعله يشير بهذا إلى قول اللَّه تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا} [المائدة: ٤٨].

وبالرجوع إلى جذور الاستشراق وتطوراته التاريخيَّة يتضح أن الدافع الديني والأهداف المرتبطة به ولَّدت حركة فكريَّة مضادة للإسلام، جاءت استجابة لنداءات أمثال (روجر بيكون) و (ريموند لل) اللذين طالبا بنقل المعركة والمواجهة مع الإسلام والأُمَّة الإسلاميَّة والغرب النصراني من


(١) عرفان عبد الحميد: المرجع السابق: ص ٣٩.
(٢) محمد البهي: الشباب والإسلام في مجتمعنا المعاصر، مجلة الأُمَّة، عدد صفر ١٤٠٣ هـ: ص ٢٠، الصادرة عن مركز البحوث والمعلومات برئاسة المحاكم الشرعية والشؤون الدينية - قطر.
(٣) المرجع السابق نفسه: ص ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>