للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجموعة من القوانين الدينيَّة، ولكنه حضارة كاملة) (١)؛ لذلك يرى (جيب) أنَّه يُمكن زحزحة المسلمين تدريجيًّا عن مواقفهم ومواقعهم التي يوجبها عليهم الإسلام من خلال الإسلام ذاته، وذلك بمحاولة تطوير الإسلام عن طريق تطويع المسلمين وتطبيعهم شيئًا فشيئًا على مفاهيم الغرب، وليكن ذلك عن طريق التجديد في الأمور الشكلية والمظاهر الخارجيَّة من خلال التأثر بالأساليب الغربية في وسائل الحضارة وأنماط الثقافة والفكر والمعرفة والعلوم الحديثة، ومن ثمَّ تتمكن الموازين المسيحيَّة من الهيمنة على ذاتية المسلمين حتى تبلغ بهم حالة الذوبان الكامل، ويأخذون بصورتها وملامحها (٢).

وعن هذه الفكرة قال (جيب): (قد يبدو للنظرة الأولى أن الجمهرة العظمى من المسلمين لم تتأثر بمؤثرات دينيَّة أوروبية، وأنّ التفكير الديني الإسلامى قد ظلَّ وثيق الصلة بأصوله الدينيَّة التقليديَّة، ولكن ذلك ليس هو الحقيقة كلها، فالواقع أن التعاليم الدينيَّة ومظاهرها عند أشد المسلمين محافظة على الدين وتمسكًا به قد أخذت في التحول ببطء خلال القرن الماضي) (٣).

وتأتي فكرة تطوير الإسلام ليواكب الحضارة الغربيَّة وقيمها ومبادئها ومفاهيمها كأفضل بديل يطرحه المستشرقون -المرتبطون بدوائر الصراع الفكري- لإعاقة الأُمَّة الإسلاميَّة عن تميُّزها الكفيل بإعادة دورها في


(١) نقلًا عن عمر عودة الخطيب: لمحات في الثقافة الإسلاميَّة: ص ١٩٤ (المرجع السابق نفسه).
(٢) انظر: المرجع السابق نفسه: ص ١٩٤، ١٩٥.
(٣) نقلًا عن: عمر عودة الخطيب: لمحات في الثقافة الإسلاميِّة: ص ١٩٤، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>