للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاضر، وأصبح منها أن تكون رابطة الأُمَّة هي رابطة الاشتراك في وجهة عامَّة كما سبقت بها دلالاتها في الآيات القرآنية.

إلا أننا لا ننسى في هذا المقام أن نعود إلى الناحية اللغوية لنعرف مدلول اللفظ في اللغة ومدلوله في الاصطلاح بعد الدعوة المحمدية (١).

فاستقبال الجهة أصيل في كثير من الكلمات التي تفيد معنى الوحدة الاجتماعية باللغة العربية وإن قلَّ عددها بالنسبة إلى الأقوام الكثيرة:

- فالقبيلة -وهي أصغر من الأمَّة ومن القوم- تطلق على الذين يستقبلون جهة واحدة في السكن والمرعى.

- والفئة -وهي أصغر من القبيلة- تطلق على الذين يفيئون إلى ظلٍّ واحد.

- والقوم -وقد يكونون قبيلة واحدة أو قبائل متعددة على عهد بينهما- هم جماعة يقومون معًا في أمور الحرب والسلم، ويغلب أن يكون قيامهم معًا بأمور الحرب أعم في بداية الأمر من القيام معًا بسائر مهام المعيشة، ولهذا كان المفهوم من القوم أولًا جماعة الرجال دون النساء، قبل أن تعم الرجال والنساء أجمعين.

فمعنى الوجهة أصيل في اللغة العربية للدلالة على وحدة الجماعة،


= اللفظة (السابقة) وإلا فالمسلمون أمَّة بالمصطلح الإسلامي وهي الجماعة من الناس المجتمعة على عقيدة الإسلام، المنتظمة في تجمع قائم على هذا الأساس، الخاضعة لقيادة تنفذ شريعة اللَّه).
(١) لمسمَّى (المحمدية) في كتابات بعض المستشرقين مدلول معاد لحقيقة الإسلام وسيأتي شرح ذلك في موضعه. وانظر: محمد مهدي شرف الدين: بين الجاهلية والإسلام ص: (٤٣)، الطبعة الثالثة ١٤٠٧ هـ عن المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع - بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>