للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن القرآن الكريم قد جاء بكلمة الأمَّة في معارض كثيرة تفيد معنى السبط من القبيلة، كما تفيد معنى الجماعة الكبرى التي تحيط بشعوب كثيرة.

فمن هذه الدلالة القرآنية لزمت وحدة الوجهة معنى الأمَّة في مواضعها الكثيرة، وحق لمؤلف كتاب: الإسلام والجماعة الموحدة، أن يعتبر هذه الفكرة -فكرة القبلة الروحية- عصمة من التفرق وينبوعًا لكل دعوة ترد إلى حظيرة الإسلام كل من يخالفون الجماعة باسم (الوحدة) وسعيًا إلى التوفيق فقد تعلقت آمال المسلمين على الزمن بهذه القبلة الموثوقة، كأنَّها الأفق المشرق الذي لا يغيب عنه الضياء، ولا ينقطع دون الرجاء) (١).

والحقيقة أنَّ فهم (مونتجومري وات) لمعنى (أمَّة) يُعَدُّ من العمق بمكان، وقد أطلق عليها بالإنجليزية dyhamic Imdge وترجمها العقاد بمعنى (الطيف) أو المثال الذي يحفز السائر إلى الحركة والتقدم ويهون عليه مشقة الطريق. . يقول العقاد: وأقرب من ذلك باللغة العربية أن نسميها: (القبلة الموجهة) أو (القبلة المستجابة؛ لأنَّها كلمة موافقة لشعائر الإسلام) (٢).

بعد هذه الاقتباسات المتفرقة في تعريف الأمَّة، والتي تؤكد ما سبقت الإشارة إليه من أنَّ من عرَّف الأمَّة قد تناولها من ناحية، أو ركَّز على معنى دون الآخر. . بعد ذلك كله يظهر إنَّ مصطلح (الأمَّة) بحاجة إلى نظرة تأخذ في الاعتبار الآتي:

١ - الجماعة في معناها الحسي من حيث القلة والكثرة أو الكم والعدد ومن حيث مجيئها بمعنى الفاعل.

٢ - الجماعة حين تأتي بمعنى المفعول باعتبارها تُؤَمُّ وتُقْصد.


(١) ما يقال عن الإسلام: ص: (١٤٩، ١٥٠)، (المرجع السابق نفسه).
(٢) المرجع السابق نفسه: ص: (١٤٨، ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>