الحَيِّ، وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا، وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى المُرَسْلِينَ، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: ٢ - ٣] .... إِلَى آخِرِ الْحَمْدِ، فَإِنَّهُ لا يُصِيبُهُ إِلا خَيْرًا إِنْ شَاءَ اللهُ.
٧٦٧ - أَنْشَدَنَا أَبُو عَلِيٍّ صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رِشْدِينَ، إِمْلَاءً فِي دَارِهِ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودٍ كَشَاتِمٍ لِنَفْسِهِ، فِي صَدِيقٍ لَهُ يَهْجُوهُ وَلَمْ يُسَمِّهِ:
صَدِيقٌ لَنَا مِنْ أَبْدَعِ النَّاسِ فِي الْبُخْلِ … أَفْضَلُهُمْ فِيهِ وَلَيْسَ بِذِي فَضْلِ
دَعَانِي كَمَا يَدْعُو الصَّدِيقُ صَدِيقَهُ … فَجِئْتُ كَمَا يَأْتِي إِلَى مِثْلِهِ مِثْلِي
فَلَمَّا جَلَسْنَا لِلطَّعَامِ رَأَيْتُهُ يَرَى أَنَّهُ … مِنْ بَعْضِ أَعْضَائِهِ أَكْلي
وَيَغْتَاظُ أَحْيَانًا وَيَشْتُمُ عَبْدَهُ … وَأَعْلَمُ أَنَّ الْغَيْظَ وَالشَّتْم مِنْ أجلِي
فَأَقْبَلْتُ أَسْتَلُّ الْغَدَاءَ مَخَافَةً … وَأَلْحاظُ عَيْنَيْهِ رَقِيبٌ عَلَى فِعْلِي
أَمُدُّ يَدِي سِرًّا لأخُذَ لُقْمَةٌ … فَيَلْحَظُنِي شَزَرًا فَأَعْبَثُ بِالْبَقْلِ
إِلَى أَنْ جَنَتْ كَفِّي لِحَتْفِي جِنَايَةً … وَذَلِكَ أَنَّ الجُوعَ أَعْدَمَنِي عَقْلي
فَأَهْوَتْ يَمِينِي نَحْوَ فَخْذِ دَجَاجَةٍ … فَجَرَتْ كَمَا جَرَتْ يَدِي رِجْلُهَا رِجْلِي
وَقُدَّ مِنْ بَعْدِ الطَّعَامِ حَلاوَةٌ … فَلَمْ أَسْتَطِعْ فِيهَا أُمِرُّ وَلَا أُحلِي
فَقُلْتُ لَوْ أَنِّي كُنْتُ بِبيِّتِ نِيَّةٍ … رَبِحْتُ ثَوَابَ الصَّوْمِ مَعَ عَدَمِ الأَكْلِ
٧٦٨ - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي كَامِلِ الطَّرَابُلُسِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ، فِي كِتَابِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بنَ سُلَيْمانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ:
مَا حَكَّ جِلْدَكَ مِثْلُ ظُفْرِكَ … فَتَوَلَّ أَنْتَ جَمِيعَ أَمْرِكَ
وَإِذَا افْتَقَرْتَ لَحَاجَةٍ … فَاسْأَلُ لِمُعْتَرِفٍ بِقَدْرِكَ
٧٦٩ - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْبَزَّاز، نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ صَالِحِ بْنِ مَلِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْخَادِمَ، وَقَدْ كَانَ عَمِيَ مِنَ الْكِبَرِ، فِي مَجلِسٍ يسُرَّ مولى عرق أنا، وَمَنْصُورٌ، وَجَمَاعَةٌ، فَقَالَ: كُنْتُ غُلامًا لِزُبَيْدَةَ، وَإِنِّي يَوْمَ أُتِيَ بِاللَّيْثِ