قَالَ عَلِيٌّ: فَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ (١).
١٨٧٠ - أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلَيٍّ الصُّورِيُّ الْحَافِظُ لِنَفْسِهِ:
تَوَلَّى الشَّبَابُ بِرِيعَانِهِ … وَجَاءَ المشِيبُ بِأَحْزَانِهِ
فَقَلْبِي لِفُقْدَانِ ذَا مُؤْلمٍ … كَئِيبٍ بِهَذَا وَوِجْدَانِه
وَإِنْ كَانَ مَا جَارَ فِي سَيْرِهِ … وَلا جَاءَ فِي غَيْرِ إِبَّانِهِ
وَلَكِنْ أَتَى مُؤْذِنًا بِالرَّحِيلِ … فَوَيْليَ مِنْ قُرْبِ إِيذَانِهِ
وَلَوْلا ذُنُوبٌ تَحَمَّلْتُهَا … لَما رَاعَنِي حَالُ إِتْيَانِهِ
وَلَكِنَّ ظَهْرِي ثَقِيلٌ بِمَا … جَنَاهُ شَبَابِي بِطُغْيَانِهِ
فَمَنْ كَانَ يَبْغِي شَبَابًا مَضَى … وَيَنْدُبُ طَيِّبَ أَزْمَانِهِ
وَلَيْسَ بُكَائِي وَمَا قَدْ … تَرَوْنَ مِنِّي لِوَحْشَةِ فُقْدَانِهِ
وَلَكِنْ لِتَذْكَارِ مَا جَرَّهُ … عَلِيَّ بَتَزْيِينِ شَيْطَانِهِ
تَوَلَّى وَبَقِيَ عَلِيَّ الهُمُومُ … بِمَا قَدْ تَحَمَّلْتُ فِي شَأْنِهِ
فَوَيْلِي وَغَوَلِي إِنْ لَمْ يَجُدْ … عَلِيَّ مَلِيكِي بِرِضْوَانِهِ
وَلَمْ يَتَغَمَّدَ ذُنُوبِي وَمَا … جَنَيْتُ بِوَاسِعِ غُفْرَانِهِ
وَيَجْعَلْ مَصِيرِي إِلَى جَنَّةٍ … يُجَمِّلْ بِهَا أَهْلَ قُرْبَانِهِ
وَإِنْ كُنْتُ مَا لِي مِنْ قُرْبِهِ … سِوَى حُسْنِ ظَنِّي بِإِحْسَانِهِ
(١) يشير لحديث صحيح البخاري برقم: ٣٣٣٢ - "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِ مَلَكًا بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، فَيُكْتَبُ عَمَلُهُ وَأَجَلُهُ وَرِزْقُهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَل أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَّا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ".