للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الخامس مكانته وثناء العلماء عليه]

تبوأ الحافظ ابن كثير بجهده واجتهاده، وسعيه الدائب في طلب العلم، والجمع، والتصنيف، والتدريس، والإفتاء؛ مكانة علمية باهرة جعلته موضع حفاوة واهتمام مجتمعه، وجعلت القاصِي والدَّاني يعترف بفضله وعلمه، ويُثْنِي عليه خيرًا، وأول هؤلاء شيوخه وتلامذته ومعاصريه؛ فقد ذكره شيخه الذهبي في كتابيه (المعجم المختص) و (تذكرة الحفاظ) واصفًا إياه بالإمام، والفقيه، والمفتي، والمحدّث، وذي الفضائل، وأنه المحدّث، المحقق الأوحد، البارع المتقِن، والفقيه المتفنِّن، والمفسِّر النقَّال النقاد؛ وذكر أنَّ له تصانيف مفيدة، وأنه يفهم اللغة العربية والأصول، ويحفظ جُملة صالحة من المُتون والتفسير والرجال وأحوالهم، وقال أيضًا: "وله عناية بالرجال، والمتون، والتفقه، خرَّج، وألف، وناظر، وصنَّف، وفسَّر، وتقدَّم" (١).

وذكره تلميذه أبو المحاسن الدمشقي في ذيل تذكرة الحفاظ، ووصفه بأنه بارعٌ في الفقه والتفسير والنحو، فقال: "أفتى ودرَّس وناظر، وبرع في الفقه والتفسير والنحو، وأمعن النظر في الرجال والعلل" (٢).

وقال عنه تلميذه شهاب الدين بن حجِّي بأنه كان أحفظ من أدركهم لمتون الأحاديث، وأعرفهم بجرحها، ورجالها، وصحيحها، وسقيمها، وأنه كان


(١) المعجم المختص للذهبي (ص: ٧٤ - ٧٥)، تذكرة الحفاظ للذهبي (٢/ ٢٠١)، ذيل تذكرة الحفاظ لأبي المحاسن الدمشقي (٣/ ٣٨).
(٢) ذيل تذكرة الحفاظ لأبي المحاسن الدمشقي (٣/ ٣٨).

<<  <   >  >>