للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد كانت شخصيته القوية، الرصينة، المتزنة، وتكوينه العلمي الغزير، وكثرة استحضاره للمتون، مهَّدَت له لأن يكون خطيبًا مُفَوَّهًا، وعالمًا مصلحًا، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ فأسندت إليه الخطابة في بعض مساجد دمشق (١).

وكانت الجماهير تحتشد - دومًا - لسماع خطبه الدينية، ونصائحه وتوعيته للمسلمين، وحثه إياهم على التقيد بأوامر الدين، والبعد عن البدع والخرافات؛ لا سيما فيما يتعلق بزيارة الأَضْرِحَة والنَّذر لها، والاستغاثة بها.

وقد أشاد بعض العلماء بخُطَبِه، ومن هؤلاء ابن حبيب (ت ٧٧٩ هـ) (٢) فقال: "وأطرب الأسماع بقوله وشَنَّفَ (٣)، وحدَّثَ وأفادَ" (٤).

[ز. الإجازة]

من المعروف أنَّ علماء الإسلام اشتهروا بمنح تلاميذهم المتفوقين إجازات، يقرُّون فيها بتحصيلهم العلم، وتمكنهم من كل فن، وتأكيد حقهم في التدريس والتَّصَدُّر للفَتْوى.


(١) إنباء الغمر لابن حجر (١/ ٤٦)، الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث لآل شلش (ص: ٥٥ - ٥٦)، مقدمة كتاب البداية والنهاية لابن كثير (١/ ٥٥).
(٢) ابن حَبيب هو: أبو محمد الحسن بن عُمر بن الحسن بن حبيب الدِّمَشْقي، الحَلَبي، المؤرخ، الكاتب، ولد في دمشق، واستقر في حلب مات عام ٧٧٩ هـ. الدرر الكامنة لابن حجر (٤/ ١٧)، البدر الطالع للشوكاني (١/ ١٦٠).
(٣) شَنَّفَ من شنف، والشَّنْف؛ من حُلْي الأذن، وشنفت إليه إذا نظرت إليه، وشَنِفَ له شَنْفًا: فَطِنَ، وشَنِفْتُ: فَطِنْتُ، لم أجد مما سبق ما يفسر كلمة (شَنْف)، لعله تعبير مجازي من ابن حبيب أراد به: أنَّ المؤلف زَيَّن بحديثه الآذان، فبدت كأنها زينت بالحليّ. معجم مقاييس اللغة لابن فارس، مادة (شنف) (ص: ٤٤٣)، لسان العرب لابن منظور، مادة (شنف) (٩/ ١٨٣ - ١٨٤).
(٤) إنباء الغمر لابن حجر (١/ ٤٦).

<<  <   >  >>