للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبعدها قرأ القرآن على شيخ علم القراءات: محمد بن جعفر بن فرعوش اللّباد (ت ٧٢٤ هـ) (١)، فأتقن قراءته حتى صار من القُرَّاء (٢)؛ وأحبّ ابن كثير تفسير القرآن الكريم، وتعلّمه، وبَرَعَ فيه حتى أنه كان يدرسه في المدرسة النَّجِيبية (٣)، ثم الجامع الأموي (٤) بدمشق منذ عام ٧٦٧ هـ (٥).

ومن المعروف أن كبار العلماء هم الذين كانوا يتصدرون التدريس في هذا الجامع العريق، الذي أنشئ على يد الخليفة الوليد بن عبد الملك (ت ٩٦ هـ) (٦) (٧).

[ب - في الحديث وعلومه]

كان الحديث الشريف من أكثر العلوم الشرعية المقرّبة إلى نفس الحافظ ابن كثير، وكانت له الغلبة على ثقافته (٨)، وعلى سائر العلوم التي تعلّمها


(١) انظر: ترجمته في شيوخ المؤلف (ص: ٥٨).
(٢) البداية والنهاية لابن كثير (١٦/ ١٧٧)، ابن كثير الدمشقي للزحيلي (ص: ٩٧).
(٣) المدرسة النجيبية هي: مدرسة للفقه الشافعي، بناها الأمير جمال الدين أقوش النَّجيبي الصالحي، نائب دمشق، وأوقف عليها، وبها كان يسكن ابن كثير. الدارس للنعيمي (١/ ٣٥٨ - ٣٥٩)، الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث لآل شلش (ص: ٧٧).
(٤) الجامع الأموي هو: جامع بني أمية، وجامع دمشق، والجامع المعمور، كان نصفه كنيسة والنصف الآخر به محراب للمسلمين أنشأه الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان الأموي في تسع سنوات. الكامل في التاريخ لابن الأثير (٤/ ٢٤٢ - ٢٤٣)، سير أعلام النبلاء للذهبي (١/ ١٢٨٤)، الدارس للنعيمي (٢/ ٢٨٥ - ٣١٩).
(٥) ابن كثير الدمشقي للزحيلي (ص: ٧٧، ١٠٠)، الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث لآل شلش (ص: ٥٦).
(٦) هو: أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مَرْوَان بن الحَكَم الأمَوِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الخليفة، أنشأ مسجد رسول الله ، وجامع بني أمية بدمشق، وفتح بوابة الأندلس وبلاد الترك، كانت خلافته تسع سنين وسبعة أشهر، مات عام ٩٦ هـ. الكامل في التاريخ لابن الأثير (٤/ ٢٤١ - ٢٤٢)، سير أعلام النبلاء للذهبي (١/ ١٢٨٤).
(٧) الكامل في التاريخ لابن الأثير (٤/ ٢٤٢)، شذرات الذهب لابن العماد (١/ ٢٠٢).
(٨) الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث لآل شلش (ص: ٧١).

<<  <   >  >>