للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد التزم الحافظ ابن كثير بالأمانة العلمية في ذكره مصادرَه التي نقل عنها، وحرَص كل الحرص على ذكر أسماء مؤلفيها.

[٥ - من حيث تخريج الأحاديث والحكم عليها وعلى الإسناد]

أورد الحافظ ابن كثير في مسنده أحاديث وآثارًا كثيرة، مرفوعةً وموقوفةً، ليست كلها صحيحة، ولكن فيها الضعيف، والضعيف جدًّا، والمنكر؛ ولعله ذكرها للاستشهاد، والمتابعة (١)، والاعتبار بها، أو ليُبَيِّنَ ضَعْفها وعِلَلَها (٢)؛ فكان يورد - غالبًا - تلك الأحاديث مع أسانيدها كاملةً، ثم يعزوها إلى الكتب الستة، أو المسانيد، أو المصنفات الحديثية الأخرى، ويحكم عليها بالصِّحة، أو الحسن، أو الضعف، ويتكلم على أسانيدها جرحًا وتعديلًا (٣)، مستأنسًا بحُكم أحد العلماء المختصين بهذا المجال؛ كالترمذي، أو الدارقطني، أو غيرهما من علماء الجرح والتعديل؛ وقد يحكم على الإسناد إنْ وَجَدَ فيه ضعفًا، أو غرابة، أو نكارة، ويُعلِّق عليه.

وقد تميز ابن كثير بطول النفس في سرده طرق تلك الأحاديث، وشواهدها، ومتابعاتها، واسترساله في سردها؛ فهو ينتقل من طريق إلى آخر، ومن وجه واحد إلى وجوه أخرى عديدة؛ ليبرهن صحتها أو ضعفها.

وقد يتبع تلك الأحاديث بسند آخر، فيقول: به، أو مثله، أو نحوه؛ وقد حذَا حَذْوَ من سبقه من العلماء، في تحويل سَنَدِ الحديث من سندٍ إلى آخر، مستخدمًا الحرف الحاء (ح) للدلالة على التحويل.


(١) قال ابن حجر: "والضعاف إنما يوردها للمتابعة". التركي: محمد بن تركي التركي، مناهج المحدثين، دار العاصمة، الرياض، ط ١، ١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م (ص: ٦٩).
(٢) انظر: المسند، مقدمة المؤلف (ص: ١٦٧).
(٣) الإمام ابن كثير للندوي (ص: ١٦٦).

<<  <   >  >>