ينقل ابن كثير - غالبًا - أقوال علماء الجرح والتعديل؛ كالترمذي، والدارقطني، وابن أبي حاتم، وعليّ بن المَدِيني (ت ٢٣٤ هـ)(١)، وغيرهم، في الحُكْم على الرُّواة.
وقد يتكلّم في الرواة بالجرح والتعديل، ومن حيث السماع والإدراك، ويستخدم بعض ألفاظ الجرح: كضعيف، وكذاب، ومنكر الحديث، ويضع الحديث، ومتروك … إلخ.
[٨ - من حيث ترجمة الأعلام والرواة والمبهمين]
حرص ابن كثير على الترجمة لبعض الرواة والأعلام، ربما لظَنِّهِ أنهم بحاجة إلى تعريفٍ أكثر من غيرهم؛ فكان يذكر أسماءهم كاملة مع القبيلة، وقد يُبَيِّن للقارئ إن كانوا صحابة أم تابعين، وقد ينسبهم إلى بلدهم؛ كأن يقول: فلان الدمشقي، أو إلى أعمالهم؛ فيقول: فلان القاضي؛ وكان يُعَرِّف بالكُنى، والمبهم من الرُّواة والأعلام.
[٩ - تفسير الآيات القرآنية والكلمات الغريبة]
كان الحافظ ابن كثير يستقصي الأحاديث المرفوعة، والآثار التي تتعلق بالآيات القرآنية من الصحاح والسنن، وغيرها من الكتب؛ فكان يسردها، وقد يُدَلِّل عليها بأحاديث أو آيات تفسرها.
(١) هو أبو الحسَن عليّ بن عبد الله بن جَعْفر السَعديّ، مولاهم، المَدِينيّ، البَصْرِيُّ، التَّابِعِيُّ، الإمام، الحافِظ، المُحدِّث، العالِم بالحديث وعِلَلِه، المعروف بابن المديني، مات عام (٢٣٤ هـ)، وقيل: (٢٣٥ هـ). الخطيب البَغْداديُّ: أبو بكر أحمد بن عليّ، تاريخ بغداد مدينة السلام، دار الفكر، بيروت، ١٤٣٣ هـ - ٢٠١١ م (٩/ ٣٤٥)، تهذيب الكمال للمزي (٥/ ٢٦٩)، سير أعلام النبلاء للذهبي (٢/ ١١٤٨)، ابن كَثير: أبو الفداء إسماعيل بن عُمر بن كثير، طبقات الشافعية، دار المدار الإسلامي، بيروت، ط ١، ٢٠٠٤ م (١/ ١٥٠). ابن حجر: أحمد بن عليّ بن حجر، تقريب التهذيب، دار الفكر، ط ١، ١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م (١/ ٤١٦).