لم يولد ابن كثير عَلَمًا من الأعلام، أو فقيهًا من الفقهاء، ولكن مع استعداده الفطري، ورغبته في التعلم، وشغفه بالتحصيل الديني، وتلقيه العِلم على يَدِ علماء أجلاء - كانت تزدحم بهم الساحة آنذاك، وكل منهم عَلَمٌ في مجاله، ويشار إليه بالبَنان - فكان لذلك دور كبير وأثر عميق في بلورة فكْرِهِ، وتطور ثقافته، وعُلُوِ علمه وهمَّته، وتكوين شخصيته العلمية الفريدة التي أشادَ بها القاصي والدَّاني. وسوف نذكر - هاهنا - نبذة مختصرة عن هؤلاء المشايخ العظام:
١ - الشيخ الطبيب، الرئيس محمد بن إبراهيم بن محمد الأنصاري، السُّويدي، من سُلالة سَعد بن معاذ ﵁، رئيس الأطباء، بارع في الطب، توفي في ربيع الأول عام (٧١١ هـ)، وقيل:
عام ٧٢٢ هـ. (١).
٢ - الشيخ الكاتب موسى بن عَليِّ بن محمد الحَلَبي، الدِّمَشْقي، المعروف بابن البُصْبُص، شيخ ابن كثير في الكتابة، وشيخ الخطَّاطين في زمانه؛ لا سَيمَا في خَطَّيْ المَزوج والمَثْلث، كتب ختمة كاملةً بالذهب عِوَضًا عن الحِبْر،
(١) البداية والنهاية لابن كثير (١٦/ ٩١ - ٩٢)، الدرر الكامنة لابن حجر (٣/ ١٧٩)، ابن كثير الدمشقي للزحيلي (ص: ٩٤).