للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ب - التحديث]

تميّز ابن كثير بحافظة متميزة ساعدته على حفظ متون الأحاديث النبوية الشريفة، وكان التزامه بحضور مجالس العلماء، والأئمة الحفاظ من محدّثي عصره، وأخذه الحديث عنهم سماعًا، وإجازة مَهَّدَ له ممارسة التحديث - وهو جزء من عمل التدريس (١) لتلاميذه ومريديه.

وكان من تعلقه بالحديث الشريف، ورغبته في نشره - على نطاق واسع - أن منَح الإجازة بالحديث لكل من أدرك حياته من تلامذته ومعاصريه.

[ج. التدريس والمشيخة]

اشتغل الحافظ ابن كثير بالتدريس، وكانت أول مدرسة درَّس فيها هي: المدرسة النجيبية - التي أقام فيها مع أسرته - وأول درس ألقاه لطلبته - فيها - هو: درس التفسير، الذي حضره القضاة والأعيان، وأثنوا عليه وتعجبوا من جمعه وترتيبه، وكان ذلك في يوم الأربعاء ١١ جمادى الأولى سنة ٧٣٦ هـ (٢).

واشتغل مدرسًا للحديث في مسجد أم الصالح (المدرسة الصالحية) (٣)، وفي المدرسة الفاضِليَّة (٤)، والمدرسة الأَشْرفي (٥)؛ وتَوَلَّى درس التفسير في


(١) ابن كثير الدمشقي للزحيلي (ص: ٩٨).
(٢) البداية والنهاية لابن كثير (١٦/ ٢٦٩)، مقدمة كتاب البداية والنهاية لابن كثير (١/ ٣٣).
(٣) الدارس للنعيمي (١/ ٢٨) تاريخ الأدب العربي لبروكلمان (ص: ١٨٣)، الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث لآل شلش (ص: ٥٦).
(٤) المدرسة الفاضِلية هي: دار حديث أنشأها القاضي، الفاضل عبد الرحيم بن علي بن الحسن اللخمي. الدارس للنعيمي (١/ ٦٧).
(٥) المدرسة الأشرفية هي: أكبر مدارس الحديث ودوره بدمشق بناها الملك الأشرف، موسى بن الملك العادل الأيوبي في عام ٦٣٠ هـ، وأوقف عليها أوقافًا كثيرة، وهي تنقسم إلى: الأشرفية الجوانية والأشرفية البرانية. الدارس للنعيمي، (١/ ١٥، ٣٦) الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث لآل شلش (ص: ٧٤).

<<  <   >  >>