(المستدرك على الصحيحين)، وهذا الترتيب لا يتوافق مع ترتيب طبقة بعض العلماء المتقدمين مثل: الإمام مسلم، والترمذي، وابن ماجة، والدَّارمي في تأخير أحاديث الجهاد إلى ما بعد أحاديث الحدود.
وفَصَلَ ابن كثير بين أحاديث الأطعمة والأشربة؛ اقتداءً بالأئمة مثل: أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والدارمي.
وقد جعل ابن كثير لكل كتابٍ وفرعٍ - في المسند - أحاديث وآثارًا تندرج تحتهما، وتتفق موضوعاتها معهما، وجعل هذه الأحاديث والآثار متبوعة بما يماثلها أو يقاربها، وكذلك فعل في سائر أبواب المسند.
وقد رتَّب بعض طرق الحديث؛ فعَمِدَ إلى ترقيمها؛ كأن يقول: الطريق الأولى، ثم يدرج تحته الأحاديث التي زادت عن مسند أحمد أو غيره، ثم يقول: الطريق الثانية وهكذا … إلخ.
ولم يتخذ ابن كثير منهجًا واحدًا في ترتيب عناوين كتابه، ووضع عناوين رئيسة وفرعية تباينت في أطوالها، واختلفت في طريقة تبويبها، وأضاف إلى بعض هذه العناوين الرئيسة تسمية (كتاب) مثل: كتاب الطهارة، وكتاب الصيام، وكتاب الإمامة، وكتاب التفسير، وكتاب الجامع، ولم يضفه إلى بعضها الآخر، واكتفى بأن ابتدأها بكلمة (أحاديث)، ومثال ذلك (أحاديث الفضائل)، و (أحاديث في الجهاد). وقد اختلف عدد الأحاديث التي أُدرجت تحت كل كتابٍ، أو فرعٍ، ولعل ذلك محاولة الناسخ اختصار مادة الكتاب.
= الإمام، الحافِظ، المُحدِّث، المعروف بالحاكم، ويُعرف أيضًا بابن البَيِّع، مات عام (٤٠٣ هـ) وقيل: عام (٤٠٥ هـ). ابن خَلَكان: أبو العَبَّاس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خَلَكان، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، دار صادر، بيروت، ط ٦، ١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م (٤/ ٢٨٠)، سير أعلام النبلاء للذهبي (٣/ ١١٤٠)، شذرات الذهب لابن العماد (٣/ ٣١٩).